سميح القاسم - الخبر الاخير عن عبد الخالق محجوب

شهقت غابة مانجو ناضجة
ياحبيبى !
خض اسراب العصافير حجر
شهقت افريقيا الاخرى وصاحت :
ياحبيبى !
ونعاك الضوء للضوء
نداء ..لاخبر
هكذا نبدأ من حيث انتهينا
صخرة اخرى على النهر
ولكن المنابع
تلهم التيار مجرى اخر نحو مصبه
هكذا نبدأ , لكن المنابع
ابدا تهدر
فى كل عروق الارض
تمتد
ترتد
وتعلو
...وتدافع !
اول الغيث دم ..ثم الربيع
قالها يوما مغنى
اتقن الحكمة والانشاء فى كل اللغات
والذى كان على النيل
سبات عابر
يشبة سبات نشقة اخرى من الكوكايين
فالنهر الحزين .....
هادئ ....لكن تاريخ الخدر
لحظة تسقط فى ثقب الرصاصة
لحظة تغرق فى نبع دمك
عندما يجرع وادى النيل
انخاب الخلاصة
اول الغيث دم ....
والصحفى الاجنبى
سجل الموقف واللطلقة والحشرجة المغتصبة
باكيا .. او ضاحكا
سجلها فى تيب ريكورد
بعد ان سجل منفاى وعارى
فى ملف العالم المنهار
عن شمس الدم المقتربة....
يارفيقى الميت الحى كموتى وحياتى
ارضعتنى امك السوداء يوما
وكست عظمى لحما
امك السوداء والبيضاء والخضراء والحمراء
اوتنى يتيما
ارضعتنى
وبكتنى
يوم فوجئت بقطاع الطريق القتلة
فلتمارس امنا الثكلى بكائى وبكاءك
ريثما يولد ابناء القرون المقبلة
لا لجرحك
يزهر القطن على السودان
لكن ,
لجراح الكادحين النازفين
دون صبحك !
لا لجرحك
كل قطرة نزفت منة
وشاح ارجوانى
على صدر الشيوعيين والشمس القريبة
كل قطرة
راية حمراء ..تنغز على ارض العروبة
ايها المارد فى محكمة الموتى القضاة
موتك الشاهق فى الاغلال
لن يجعل منهم
غير قتلى فى الحياة
يارفيق الخصب والبذرة
ياهمهمة الاجيال بالفجر القريب
موتك الانى
لا يعطى حزام الجنرال
شكل خط الاستواء
وسيور السادة الضباط
لا تغدو خطوط العرض والطول
فلا مجد يدوم
غير مجد السنبلة
فوق انقاض العصاة القتلة
يارفيقى الميت الحى كموتى وحياتى
لست ابكيك ...وابكى
رافعا وجهى فى كل الجهات
وانا اسمع من كل الجهات
صوتك الهادر
ات!
يارفيق
انا
ات!
أعلى