سيف الدين الهمامي - دمي جسد النهر

لديكِ من الليل ما يربكُ الليلَ
لا تُمسكي النهر من ظِلّه
يا بعيدةُ.. لا تُمسكيهِ
دمي جسدُ النهر
لا توجِعي العشبَ حولَ دمي..

هكذا يتنزّلُ ليلُكِ في جسدي
يا فقيدةَ هذا النّشيدِ..
رأيتك محفوفةً بكواكبَ كالخيلِ تمشين
ظِلّكِ أغنيةٌ تجرحُ الضّوء
مُسّي فمي.. مَسّ غيتارةٍ
مسّ آلهةٍ تَفركُ الروح من لونها
يا بعيدة..
مسّي فمي

تجيئين فادحةً كالفضيحة
موحِلَةً بصهيلٍ قديمٍ
تجيئين حولكٍ جيش من الكائنات
تقدّس ما يتطاير من نمشِ النهد
كيف لِبلَّور جسمكِ أن يوقظَ الموج في طِيننا..؟
كيف يُربكُ صوتكِ لكنة ناي الرعاة؟
ويأخذ شكلاً عتيقاً
أسمّيهِ شكل القطيفة..
يُسْمونهُ.. شكل أُفْقٍ ترهّلَ
في غابةٍ تتقمّصُإمرأةً في خيال الوعولِ
تجيئين مبتلّة بالأساطير...
آلهةً تتمرّغُفي مشْيِها فكرة العَدَمِ

حوافرُليلِكِ
مرآة كون يُطلّ على ذاتهِ
حيث يَرقدُ نهرٌ هناك..
يرى قاعهُ شجراً من رخامٍ يئنُّ
يرى قمراً سائلاً
فوق ظهر الخيولِ..

يرى كائناً باهتاً (ربما امرأةً)
يدخل الحلْم مهترئاً في انعكاس الغبار
يرى ذاتهُ.. أو أراهُ..
دمي جسدُ النهر في حلْمهِ
يا بعيدةُ..
هل يبصرُ الحلْم حالِمهُ داخل الحُلُمِ..؟

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى