عمر الصايم - قطعًا.. أنا لا أُحِبُّ يوم شكري

قطعًا..
أنا لا أُحِبُّ يوم شكري،
لا أُحِبُّ أنْ أكون المحتفَى به..
أحبُّ الشاي بالنعناع،
وأصناف البسكويت الرخيصة..
انكشافي في الصمت،
وعري المكان..
أحب من الذكريات لحظات ضعفي
وهي تبدو الآن جسارة
أحب من الأغنيات أقلهنّ حماسة
أغنيات كشجيرات مجازفة،
لا تلقي بأعشاشها للريح.
أحب من الليل سمته المتقلب
حتمًا..
أحبُّ سريري،
ووسادتي الملتوية من انجرافي نحو أحلامي..
أُحِبُّ تسكعي بلا هدى
ولا قلب يطير.
أنا لا أهاب المقت،
وأعين العاشقات،
ولا أتربص بالوردة أن تفوح،
أخجلُ من غزل العصافير،
وهديل الحماماتِِ حول أكِنّة جسدي،
ثم ما ألبث أن أنقشع عني..!
وحيدًا..
سأحتفي بي
بالسحائب التي جالدتني في النزول
وبالغيم حول أجفاني،
وذاك الخدر الجميل
سأغني لكائناتي المستكينة، واحتفي بحضورها الخفي..
أنا لا أحب هذه الخطابات المواربة، ولا الشجر حين يسير
أحبه واقفًا إلى جواري
على جذوره وإيقاع الزارزير.
غالبًا..
ما أشكر جراحي القديمة،
وأنكأُ درب الحبيبات
إذْ تغمطهن الرتابة
ويمضين بصدور متهدلة نحو النهايات.
أعوذ بي مني،
وأرتجيني آناء الصمت،
وأطراف الحياة..


عمر الصايم
أعلى