سعيدة عفيف - مِشعلُ النّهار..

لا تبحثْ كثيرا عن امرأةٍ
تخرجُ كلَّ دورةِ حياةٍ من العتمة
وفي يدها مشعلُ النهار..
تُلقي بنظرتها الحالمةِ وتجلسُ لِنَوْلِها
تنسجُ لهذا العالم كلاماً خفيفا يليقُ به
وهو حرٌّ أن يلبسه
متى أراد أن يُواريَ سَوءَتَه..
////
وفي وقت آخر
تَصلُ غيمةً بأخرى
بأصبُعين وجَرَّةِ مَكُّوك..
تُفصِّل فساتين مُجَنَّحةً
لكَرنڤال الألوان الذي يقام في المُنعطفِ
عند رأسِ الخيط من كلِّ بَكَرَةِ حياة
حيث يَشبِكُ الحيّاكون الحكّاءون
خيوطَ الأنيار بالأسْدِيةِ والسرودِ بالأشعار
حتّى انفلاتِ الضوءِ حفنةً من هُدُبٍ
هنا، ودونما انتباهٍ شديد منك،
تعلَقُ عيناكَ بلسان المكُّوك
يغزلُ ضوءَ النهار في الغُدُوِّ والرَّواحِ..
بينما المرأة النساجة تُوَشِّي أهداب حِبكتها بالنور
تحرصُ ألاَّ يتقطّعَ الخيط
أو يبلغ النسجُ مَداه..
////
لا تبحثْ عن هذه المرأة كثيرا
فعندما تتعبُ
ترسلُ أعِنَّة الخيال
على مقاس حُلم النَّوْل المُشتَهى
ثم تستلقي بجانب مِغزلها
من أجل غفوة قصيرة..
مغزلُها راقصٌ
تنتشي في فلكه الكواكب والأنجم والمجرّات
وهي تظلِّلُ العالم بطراوة كفَّيْها
تنسجُ له وهو يَهرقُ الليلَ
مزيدا من الحِيَكِ
والحكايات...

سعيدة عفيف




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى