د. جليلة الخليع - طَابَعٌ بَرِيدِيٌ مَنْسِي

ليس لرسائلي غلاف ولا وجهة محددة،
يكفي أنني أرقت الكثير من الحبر.
هناك صمت كثير ، بعلامات الترقيم المزروعة ، بالسكون الذي يفصل بين الحركات ، بالبياض الكثيف مابين السطور ...
هل هو بفعل النسيان ؟ أم بسبب الغياب القسري عن الحياة ؟ أو نتيجة البوح المطلق الذي يغتاله الشرود؟
حقا ، لا علم لي.
المسافة ؟ لم تكن مساعدة ..
ألا تعلم أنني متخصصة في المسافات القصيرة ، حتى أفرغ فيها هذا النفس الذي يملأ رئتي ، والطول هو بالنسبة لي مراوغة للشهيق والزفير.
لا يهم ، المهم أنني تخففت من أثقالي ، وأفرغت في هذا البياض ما يحمله زادي من الأحرف.
فلتقرأ بالصيغة التي تريدها .
ولتصنف ما قرأت في الخانة التي تختارها .
ثم عد إليك ، ببعض مني والكثير منك .
حتى نلتقي مجددا بساحة اللغة الشاسعة ، وقلب الحرف الضيق ، سأترك نبضي بعمق الدواة ، لتخفق الحياة وتصحو الكلمات لتطفو.


د. جليلة الخليع

من إصداري الأخير "رسائل ليست له "

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى