وليد حسين - شهيّاً اذا أرخى

بلا جزعٍ للروحِ هامَ فؤادُهُ
يميدُ كغصنِ البانِ حانَ اتّقادُهُ
سما حولنا لمّا أنارَ لنا الدُّجى
فأقسَمَ أنْ يَمضي ويَعلو جِهادُهُ
أبانَ لنا وجهاً تجشّمَ سعيَهُ
تقلّدَ ميثاقًا وذاك اعتقادُهُ
ويغربُ عمّن داعبَ الشكَّ قلبُهُ
وأمضى كتاباً ما تلعثمَ صادُهُ
متى نرتقي ..؟ إنّي أشيدُ بنهجهِ
اَلَا ينفعُ الفكرَ الحصيفَ امتدادُهُ
أخا وطنٍ لم يتركِ الجهلُ بيننا
رسولاً وعند الياسِ عجّ رمادُهُ
الا ليتَ أيّامًا بها الرَبعُ يزدهي
تغنّى بلا نزقِ السنينِ جَوادُهُ
يعيّرني ذاكَ الصبيُّ بأنّنا
خذلنا لهم صوتاً قويّاً مفادُهُ
ويغبطني أنّي أكابِرُ فيهمو
فينهَرُني لصٌّ تَراخى عِمادُهُ
وكيف تَغابى ..! لايفرّقُ لو جَفا
فهل يمتطي وعرًا ؟ وأينَ جيادُهُ
غَدَا شاكياً ممّا أصابَ خيالَهُ
يمدُّ انكساراتٍ وحيثُ وِهَادُهُ
وكم أبهَرَ السُعداءَ فقدُ توازنٍ
ومالوا لخصمٍ قد ترّدى حيادُهُ
وكانوا سعاةً للذين تخاصموا
أذا نكثوا عهداً.. فنعمَ ارتدادُهُ
أرادوا لنا ذلّا فتبّاً .. لسعيهم
وما حاذروا حتّى تَناهى انعقادُهُ
أزاحوا قديراً يوم أثنى بليدُهُم
على هامشٍ في العِيرِ قلّ اجتهادُهُ
أ لسنا مَنحنا الذئبَ ..؟ يومَ تبرّمٍ
شِياهاً وقد أودى بنهمٍ فَسادُهُ
وأوفى حقوقَ السارقين وبعضهم
بلا زَنّةٍ في الوزن سادَ مزادُهُ
وإنّ انتهاكَ الحقِّ باتَ مروّعاً
تدارَكَنا جيلٌ ودامَ مُرادُهُ
ومالوعةُ الأمِّ التي نهضتْ بنا
بأدنى اشتياقِ الودِّ عادَ أزديادُهُ
تُلَوّحُ ..كم نصرٍ أشاحَ بوجههِ
وعند اغتيالِ الصبحِ بانَ سَوادُهُ
فأدركتُ حتماً لعنةَ الساسةِ التي
أضرّت كثيرا أين حلّت بلادُهُ ..؟
إذا أرجف الباغون نبضَ قلوبِهم
وشاعوا ضياعاً كيفَ يبدو افتقادُهُ ..!
فعدنا بلا لغطٍ ومهما تَعكّزتْ
شفاهٌ بحسنِ الذكرِ عَمّ سَدادُهُ
وإنّا ركبنَا الأمرَ دونَ هوادةٍ
الى حقّنا المنهوبِ كان اقتيادُهُ
فياصرخةً فاقتْ عبيرَ حروفِنا
لها موطن في القلب جدّ انشدادُهُ
نمدُّ الى قُرحِ السنين أصابعاً
لكي لا نرى جُرحاً رَثاهُ ضَمادُهُ
رويداً اذا ما القلبُ شجَّ به النوى
شهيّاً اذا أرخى .. وجاء ودادُهُ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى