عبدالله عيسى - يتيمُ هو الفمُ، أيتُّها القُبْلَةُ المُشتَهاةُ

يتيمُ هو الفمُ، أيتُّها القُبْلَةُ المُشتَهاةُ،
يُصَيِّرُني فَمُكِ الجِلْنَارُ شفَةْ .
وجهاتُ يديكِ تُلوِّذُني من خراب ِالحروب ِالسراب،ِ
ومن صَدأ الأقبيةْ
ماالذي يشتهيهِ المُغَنِي سوى غيمةٍ تتمرأى بها الأغنيةْ ،
شجرٍ يحتفي بالندى، ويَحلُّ ضفائِرَهُ حين ترتادُهُ العاصِفةْ
يشتهي رئةً ليستِ امرأةً زائفةً
كِسرَةً من سماءٍ ، فَيَفْرِش قامتَهُ- الداليةْ .
وطناً ليس زنزانةً ، أو يكادْ
ماالذي يشتهيهِ المُغَنِّي،
وشاحيةٌ في البلادِ الأناشيدُ،
ضيِّقةٌ في البلادِ-البلادْ .
وأنا واسعٌ كالبُكاءْ
كالشَماتات ِفي لغة ِالأصدقاءْ
كالسريرِ الذي رتَّبَ العاشِقَينْ
شاسِعٌ كالعَراءْ .
أتَدثَّرُ بالحزْنِ كالصِبيَةِ الذاهبينَ إلى العُمرِ
مُعْتَصِمينَ بِحَبْلِ البراءةِ،
كيَد الله في حارةِ الفُقَرَاءْ
مُتْخَمٌ بالفجيعةِ واليأسِ
جَرَّدَني الليل من حُلُمي وسريري
ومِنْ جَسَدٍ عسلٍ
كان يُمْسِكُ قلبي إذا ارتَطَمَ العسكريُّ بقلبي
ويرميْهِ في الضوء ِأو في الحديقةِ؛
والأرضُ نائمةٌ في قميصي
( من ديوان موتى يعدون الجنازة " طبعة دمشق ٨٧ . الرباط ٩٨)







تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى