شاكر محمد المدهون - - بين النوم واليقظة.. قصة قصيرة

كنت امر بهذا البيت الطيني كثيرا سقفه كرميد احمر وطينته حمراء بشبه قصور الأندلس-في أعلاه كوة-كالمشكاة يخرج منها ضوء ورائحة البخور والمسك والعنبر وعطور هندية اخرى-وفي فناء البيت نبتت نخلة في نور وفي ثمرها نور -كانت تعلو سور البيت كثيرا-

مررت بالبيت مرة أخرى وقدتغير حالهليس هناك نور منبعث من مشكاته-ورائحة التراب ودخان أسود والنخلة اعوجت-وعند باب البيت كانيقف رجل عجوز ذو عينين دائرتين يملأهما القهر وحكايا كثيرة عن ماض البيت-كان مرتديا جلباب أسود وعلى رأسه قبعة سوداء أو شملة سوداءمكورة وكانت لحيته بيضاء ألا القليل من اللون الأسود-

نظر ألي كأنه يعرفني وقال: انا حارس البيت منذ بني -سيده اما باعه أم انه يريد هدمه ليقيم برجا يتسع لعائلته-سألته : أين الضوء-أين النور-أين الرائحة الشذية-وأذ بزوجتي توقظني : قم فأخرج لتحضر حليب الأطفال وجرة الماء لقد رفعوا حظر التجوال لساعتين

----------------------------------
شاكر محمد المدهون

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى