سعيدة عفيف - الأمكِنةُ..

الأمكنةُ تتأوّهُ وتئنُّ
منذ القطرةِ الأولى لصخبِ الماء
تلك الكُوّةُ تكذبُ..
فمَن يهرق الليلَ على المدينة
بدل الاستعارة؟
وكيف نعبُرُ بوابة الآهِ والأنين
إليك يا ألله؟؟
سارقُ الوقت اللعينُ يُعنكِبُ في الهواء
ليس للهواء وشمٌ يبقى ولا ذاكرة،
المقيمُ فيه
عربيدٌ تَشوَّشَت رؤيتُه
تطوّحُ به الأهواء فيتهيأ له
أنه يكتب فيمحو...
ها هو السّارق يُزَمِّمُ الوقت المسروقَ
حُزْمةً حُزمةً
يهزأ من فكرة الوقت الضائعِ البالية..
إذ كان الوقتُ دوماً
لُعبتَه المفضّلة..
الأمكنةُ تتأوهُ وتئنُّ..
كي أقيم في علاقةٍ حتمية بهذا الوقت الذي
يقتفي أثري..
يتنفسُ ظلي ويتحرشُ بي..
أنا لديه يفعل بي ما يشاء
ولم يكن يوما لديّ حتى أفعلَ به
ما أشاء..
الأمكنةُ تتأوهُ وتئنُّ..
هناك خطأ ما..
شيء عالقٌ ما بين قبحِ الفعلِ وزَلَّته،
ما بين شهيقِ الحرْفِ وزفْرتِه
لهذا، أنا شغوفةٌ بالموت..
أشتاقُ إلى الأموات لا أحادثُ غيرَهم
وأنا أشتمُّ عبَقَهم في الأتربة المرشوشةِ
بالماء المُطفَىء المَنسِيّْ..
=====
سعيدة عفيف
المغرب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى