رياض البكري - لو تأخرت ياأول الليل

" انني أقفل الآن صوتي ..
بوجه الرياح التي داهمت فرحي
ذات ليلة عيد
واوشك ان اختفي
في الثلوج المدمرة ِ
استوقفتني على سور عشتار ...
زهرة ايامي الطفلة ِ ....
انتظرت ْ ضحكتي ان تعود النوارس ..
من سفر البحر ...
لكنني اوشك الآن ..
ان استرد عيوني المدماة
من بابل الأكدية ...
شبعاد تركض في البر عارية ..
وأنا في المطبات شيئا فشيئا أموت
ولكنني لا أموت ..... على الغصن بيتي ...
وفي الريح بيتي .... وفي البحر بيتي
هنالك اشرعتي ماتزال ...
مطاردة في الشوارع .. كل الشوارع
الغضب القرمطي ... وكل الشواطئ لي
انني ما أزال ... ولجت السراديب
أطفأت أسرجة الليلة الهمجية
ماذا هنالك خلف التوابيت ..
هل مدن خارجات من القتل ..
أم سفن
لصباح الدم الأبيض المتوهج
اني رضعت دمي ..
حينما ضج بي عطش الخيل في كربلا ء
فألفيت صوتي خناجر بيضاء ...
بيضاء والخيل كانت ... وكانت خيام
الحسين ..
مداخن سوداء ... والحرس الاموي ...
وكان عويل السبايا ...
لماذا نموت وهذا العويل ...
لماذا نموت وقد أيقظ الماء فينا ..
طقوس الصباح الذي سيجئ ..
شهدت على مدخل القلعة الملكية ...
موتا وموتين ... عمرا من الموت ..
ارصفة من خراب العصور ...
ومرّ المغول بأعلامهم ...
حرسا غاطسا باللحى والشوارب ..
والشارة الهتلرية ....
رسموا في الحياطين صلبانهم ..
وأنا تحت ظلمة زنزانتي ...
كنت منشغلا بالتماثيل ..
كان يسوع الاله َ ... وكان الاله هو النار ..
صليت للنار ... اعترف الآن .. اني هنالك عيّدت نوروز ...
أشعلت بعض القصاصات ... والورق
المتبقي لنوروز ..
كانت زهور الربيع على السفح تنهال فوق جبيني
وكانت عيوني تشم خطى الريح آتية من شقوق النخيل ...
وكان لنا قاربا ... اتذكره ..
قصب الهور .... كان سيوفا لمعركة الريح ..
والسمك ...انتشر الليل ..
أفزعه أن يموت غناء المشاحيف
في أول الليل ...
يا أول الليل ....
يا أول الليل ...
لو أن بعض الدقائق ...
بعض الثواني ...
تأخرت ياأول الليل
ما أغرق الليل .... في أول الليل ..
لم يكن للسكاكين طعم الدم المتفجر ..
اني انتهيت هنا ..
وسأبدأ من آخر الليل ...
اغنيتي ...
طفلة كانت الثورة المشتهاة ..
وشيخا هو البحر ... يازبد البحر ..
يازبد البحر ..
ان الحشائش تنمو
على سطح قاربنا من جديد ".

" نافل سلام "

17/8/1974 . الهدف العدد 365




أعلى