محمد حساين - تيطَّحْسن

ونحن في الطريق للزيارة....
ونحن بالقرب من المنبع العظيم،
مازحة أو ساخرة صاحبتي قالت : لعل بعض مقاطعي "سيدي علي" مستهلكون هذه الأيام ماء تيطحسن...
كانت تشير للعين الشهيرة المجيدة التي تتوسط صدر مدينة ازرو والتي هي أصل التجمع السكاني حسب بن خلدون،
كانت تشير للعين ذات الصبيب الهائل،
للعين التي يسكنها الجن المسالم والتي لا تجف مهما الجفاف والتي لم تقتلها المشاريع البهلوانية المتكررة التي أبدعتها الجماعات المحلية المتعاقبة والمعاقبة.
قلت لها متحسرا، تعلمين يا حبيبتي ان ماء تيط حسن، العذب الزلال، غير صالح ، أو لم يعد صالحا، للشرب
شرحت لها، وهي ابنة المدينة، وفسرتُ
قلت ان سبب التلوث الأول هو هذا البناء العشوائي المحيط الذي يودع بوله وغائطه ومياه غسله وغسيله في الحفر "الصحية" المغطاة المعترضة مجرى تيطحسن تحت الأرضي
قلت لها ان سبب التلوث هو ما تسربه المقبرة القريبة من محلول الأجساد في الاجداث الى المجرى المذكور محمولا على مياه الأمطار والثلوج .
قالت صاف ماء تيطحسن ، الا ترى؟
قلت لها، الماء جميل نقي في مظهره لكن يا حبيبتي....
قالت....
قلت..
قالت...
قلت ، لا أراني ، انا مثلا، أشرب من عين ربما فيها بعض من رفات المرحوم والدي والمرحومتين والدتي وجدتي والمراحيم أخوالي ...
قالت جدول تيطحسن يصب في تيڭريڭرا التي تصب في وادي مغره الذي يصب في وادي بهت الذي يصب في السد الذي يصب في الروبيني الذي تشرب منه،
قالت وابتسمت
اجبتها: لا، أبدا نحن في الدار البيضاء نستورد الماء من سد ابي رقراق ... ولا علاقة...
قالت ونشرب كذلك في الدار البيضاء ماء أم الربيع الملوث
قلت لا يهمني، المهم لدي ان النهرين لا علاقة لهما بوادي بهت ذي العلاقة بتيطحسن
كنا قد وصلنا المقبرة ، حيث ترقد والدتي ووالدي وشعب الزربانين كما يسميهم الكسالى
الموتى في السبات الأبدي والأرض خضرة والأرض أزهار والرُّوضة رَوْضة فيها نبات حر متوحش مزهو شاهد على خصوبة وغنى تربته
لا يمكن للزائر الا يلاحظ هذا العدد الكبير الكبير من النحل الذي يتنقل بين الزهور – المنظر كأننا قرب خلية في بستان
قالت لي :
شفتي النحل؟ ايوا دوك لقراعي دلعسل الحر اللي شريتي بعشرالاف ريال لبارح – خاص تدوزهوم للابوراطوار، يمكن فيهوم ريحة الوالده ديالك !!!

محمد حساين

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى