السيد فرج الشقوير - السّقا مات؟

تريّثْ ..
لا تُوَسّخ رُكبتيكَ ولا هُدومك
إيّاكَ يا سيّد والعِراكَ..
فعلِيّ الخِشت سمينٌ بما يكفي ..
لِيُمَرّغَ أطفالَ الحارة
لا يغرُركَ أنّ أباكَ سقّاءُ المدينة ..
المدائنُ بشُحومها ولحُومها تتمهّلُ اللعبَ في التُّراب..
ريثما تبكي الأرضُ عيونا
أو تتعرّقُ السّماءُ فوق الأبنية
أوْ يفْجُر النّهرُ مثانتهُ بنفسِهِ..
وأمّ آمنة المريضةٌ بالحُموم..
تنعي بركنِ الدّار ..
لوفةَ الدّعكِ و حَلّتها النُّحاس
وطِستاً كالعراجين العَطشَى
يشتهِي عِراكَكُما المُبَلَّلَ بالهَزْءِ منَ صابونَةٍ تتعمّدُ الولوج لبُؤبُؤَيْكَ
فتَأنّى ربّما القِرَبُ النّبيلة أنْ تُوسوس للحزين
ويَؤُزّهُ النّزُّ الّذي يسقي سَطِيحَ الكادحين
......
نونو الخطاط..
يَسرَحُ بينَ رُشدي وبينَ شوشة بالأفيون
يكتبُ (فكُلُوهُ هَنِئَاً مَرِيئاً) لمَحَالِ العصائر..
وبائعي الفاكهة المترعة بأبوالِ رجال الأعمالِ والتّعاويذ
ومَحَالِ البغلِ المبثوثة...
والمسامط
و(بشّرِ الصّابِرين)..
لمنْ يقتنون مساميراً تمارسُ الجيم..
مساميرَ لها ( مجانص ) تقوى على حمل اللّواعج
ولمنْ تسكنهمْ أُودَةُ الكراكيب والبِيكْيَا
يعلّقونَ على سواعدها شخبطات مَنْ يحَبّذونَ البيوع
ويسعوْنَ بجوارحهم للخُردَة
أيُّ الصابرينَ أنتَ يا شوشة؟!..
والدّارَ تأكلها الشّقوقُ
نونو يبيعُكَ آيتينِ ليشتري بعضَ الحشيش..
وليلةً ...
تَدهنَهُ فيها عزيزة نوفل بالجنَابة
الصّورةُ كاذبة يا سباعي..
ربّما أنت مِنْ مُعاوِنِي دُنجُل
ومُناصِري البلطجيّة
السّقّاءُ ما مات يا بِرنس..فلا تقنعني
شحاتة أفندي مات رغمَ البهاريز..
رغمَ العكاوي ..
رغم العطارة ..
رغمَ نتف الإبط..
رغم الصبغة..
رغم المضمضة بماءِ الورد..
رغم السّفوف.. ورغمَ البريزةِ العَربون لِلَيلَةِ دامية
والقصر ماتت حواشيهِ..
والباكاوات والهَوانم..
وحدها التّمرُحناءُ تزهو
وحدهُ شوشة الدّنَكُ..
بكُلّ آيات التّصبّرِ فوق جدرانِ الغرفة..
وغُرفَ القلب الواهِن..
لا رِقعَةَ فيها يا معلم نونو
خطأً منك يرقصُ الديواني باليه الأمواء..
ويلقي بِراقِصِيهِ في بحيرة البجع
وحدهُ شوشة
مُعرَورِقاً خلفَ كُوّةٍ قِبلِيّةٍ ..
ربّما لَوْ كانت نوافذ لأنْسَتهُ التّعرّقَ..
وذاكِرةَ السّريانِ إلى الحنَفيّة
كلّ الّذينَ خافوا من زمزم ماتوا..
في أوانهمْ ماتوا !
وكلُّ الّذينَ أفلَتتهم زمزمُ ماتوا
في أوانهمْ ماتوا !
لو يعلمِ الّذين أكلوا نفايةَ زمزم..
أنهم لنْ يموتوا منْ (علقة)...
لماتوا امتلاءً منَ الفِلتّو
أتعرف يا دَنّك ..
في فيلم الطّيب و الشّرس والقبيح..
الصّورة كانت كاذبَةً أيضاً
الثلاثة كلّهم قبيح..
الثلاثة كلّهم شرس..
لم يكونوا أبداً طيّبين
حتى بلوندي لمْ يكنْ طيّبَاً..
فقط كان (حَقّانِي)
الطّيب يا شوشة ...
قطعاً كان الكابتن الّذي يفهم ماهيّة الحرب
وحقيقةَ الويسكي الّذي يُعينُ الخِراف على الموت
ويعرفُ أنّ جسر برانستون ذريعة
يُريدُهُ أشلي ويلكز قائما..
ويرغبُهُ إبراهام لينيكولن شمسيّةً للسّلامون
ويعرف أيضاً أنّ توكو حرامي..
وأنّ بلوندي (مِلَاوع) إلّا ربع
ويعرفُ من نفسِهِ إشفاقاً على القطعان المتناطحة
والعنزات الجاهلة
يُدركُ أنّ جسر برانستون يقتلُ الجميع..
وأنّهُ كي يعيش الجميع لابد أنّ يموت الجسر
ولكي يصِل اللّصوصُ أيضاً إلى ساد هيل
لابد أنْ يموت الجسر
الكابتن الّذي قال بطريقةٍ ما لِنَابشِي القبور..
(أنا فاقسك يا ابن اللّئيمة)..
لكنْ عموماً أنتظر أخيراً سارّة
ولِكُلّ إمْرِءٍ ما نَوَى
ما صبرك يا شوشة ومفتاح الحنفيّة يسهرُ في الكازينو..
نؤوم الضّحى يا دَنّك
في تُراث العامّةِ ملعومٌ بالضّرورة..
كلّ الأواني الفارغة تُحفّزُ الغوغاء..
تُغريهمْ (بالخبط و الرّزع) ..
يُصدّعونَ النّيازكَ..
وبنات الحور..
ليطلقوا القمر يدُور
ما أكثرَ الأواني الفارغة..
ما انتظارك يا شوشة...
والحرافيش يعشقونَ الموالد..
ويشرونَ الحمُّص مِمّنْ يسجعُ بالنّدى يا سَقّا
دنجل (ما فيهوش بونيّة يا قاسي)
الحرب تموت بموت الذّرائع يا فتوّة
وتحيا باللّكاعةِ يا لُكَعْ .


................................
السيّد فرج الشقوير
الثلاثاء 6/7/2021



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى