محمد حساين - انتهت وصلة أحواش..

ناولتها الكاميرا ، التحقتُ أنا بالراقصين، توسطتُ، اعتدلتُ، ضغطتُ على بطني، ضغطتْ هي على البوطون ، ْشَتَكلاكْ.
صوّرتني.صورة مفترية تظهرني بينهم كأنما لست منهم. انا الذي حامضي النووي تفاعل كروموزوم بني سوس ونظيره في بويضة بني مكًيلد، انا الذي أول صرخة لي كانت في مدشر من مداشر هؤلاء اصحاب الجلابيب والعمائم والخناجر الديكور.
بعد ذلك
على المَيْدة ، وكنت وحسين، وبعض من مجموعة أحواش، متحلقين حول الطاجين السحري الصغير القليل مرقه ولحمه، الكثيرة الأصابع المترددة عليه الفائضة الكافية بَرَكته
سألتهم عن سبب استبدالهم العمامة التي تسمى عمامة بما يشبه العمامة، قلت لهم ان الرزة الأمازيغية رزة جميلة وتراث وهوية وانني لا أفهم كيف تختصر بالشكل الذي نرى.
قلت لهم انني أذكر أن جدي رحمه الله كان يطلب مني شد طرف عمامته ليعيد ليّها وانني لطولها كنت اجدني بعيدا خارج الغرفة الطويلة كدهليز.
قلت لهم ان العمة الكبيرة كانت شيئا كبيرا
قلت لهم انها كانت تشير للرتبة الاجتماعية
قلت لهم ان العمامة المتعددة الدوائر كانت وزنا مضافا وان نزعها والقاءها على الأرض كان دليل استسلام او وسيلة استعطاف
قلت لهم، وهم ابعد خلق الله عن الملحون، أن الشاعر بنسليمان يقول في قصيدة إيڭيڭ (الرعد) "انا مشايخي عند قدامك لاحت لعمايم...."
قلت لهم ان هذه العمائم التي توضع حول الرؤوس نحيفة قصيرة بئيسة مقارنة برزة موحى أوحمو الزاياني الهائلة الرافعة القائدة المسيطرة
قلت لهم ان السودانيين ظلوا محتفظين بعمائمهم البيضاء، وان نسل قحطان في جزيرة العرب لم يتخل عن العقال
قلت لهم انه من المؤسف ان تصير الرزة رُزيزة او طاقية تشبه الرزيزة.
قلت لهم بالعربية واستمعوا لي وهم يأكلون بتاشلحيت
أخرج صديقي حسين، المستمع الجالس بجانبي، من صدره، من جيب فوقيته موشوارا ورقيا ومسح يده ثم شد طرف الكرافاطة المنشورة على صدري كريّاڭة ورفعها قليلا كأنه يضعها امام عيني وباحترام قال لي :
"وهادي؟ لاش كتصلاح"؟!!!



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى