أمل الكردفاني- لوثة رقص- قصة قصيرة

أرغب في الرقص يا سيدي..ألا يحق لي ذلك وانا خادمتك منذ سنوات؟..عشت كأمة في هذا المنزل وأرغب في الرقص، وحدي بلا رجل يشاركني..ولكن ليشاهدني الجميع وانا أرقص..إن هذه الحياة لم تمنحنا فهماً مناسباً لنحياها كاملة..وبما أنها كذلك، فقد استحممت ثم سرقت باروكة سيدتي، ووضعت أحمر شفاهها، وارتديت فستان نومها الأحمر العاري، وخرجت لكم وأنتم في حفلكم هذا، حيث يجتمع علية القوم من الأغنياء، أصحاب المصانع وبائعي المجوهرات والموظفين الفاسدين والقائد الأعلى وها أنا أعتلي الطاولة التي تمتد لأربعة امتار وعليها ما لذ وطاب لأرقص وسطها..سأرقص لنفسي.. الفستان الأحمر يعري الجسد أكثر مما يستر وهذا بالتأكيد ما سيتيح لي الرقص بارتياح فكم من السنين وأنا أرقص في عقلي فقط وحتى في تلك اللحظات كنت أرتدي ملابس الخادمة ومريلة الغسيل وأغطي شعري حتى لا يتساقط منه شيء وأنا اطبخ ثم أرقص في خيالي..اليوم لا.. اليوم أريد أن اكون سيدة..ملكة..أرقص وأرقص وأرقص..وبما أنكم تحبون السُّكر فستكون هذه الليلة مضحكة ومسلية لكم جميعاً..وتأكدي يا سيدتي أنها لن تتكرر أبداً..فهي حالة هوسية مؤقتة..وأنت يا سيدي ستشاهد جسدي وستطردني سيدتي بسبب ذلك خوفاً عليك..اسمحو لي أن أرقص يا سادة..هيا أديرو الكاريوك..وصفقوا..نعم صفقوا يا كلاب..هيا ايها ال..نعم هكذا..بمرح أكبر.. ساحرك أردافي المكتنزة الآن..العجوز يضحكني ولعباه يسيل من فمه الخالي من الأسنان..وأنت أيها الوزير الصعلوك لا تمد يدك إلى نهديَّ..نعم ابعدهما وارقص فقط..لماذا عدت للتدخين يا سيدي ألم تتوقف عنه منذ ثلاثة أيام...هيا.. هذا جسدي..شعري..لم يرَ أحد شعري منذ أن تم توظيفي في هذا المنزل..إنه أطول من شعر سيدة المنزل وابنتيها الشابتين معاً..ألست جميلة.. لا تحسدوني فهي مرة واحدة..سأرقص مرة واحدة.. شكراً على هذه الرزمة المالية يا كبير التجار وأنت كذلك يا بائع المجوهرات، أرجوا ألا تتراجعوا غداً عن ما دفعتموه لي اليوم بحجة أنكم كنتم سكارى.. شكراً شكراً ..الأوراق المالية التي لا أعرف إلى أي بلد تنتمي تتساقط فوق رأسي كالمطر..زوجي طلقني ..زوجي الأبله لن يحظى بمليم واحد من هذه الأموال..لقد خربتم عليَّ نشوة الرقص العفوية بعد تساقط كل تلك الأموال فوق رأسي..آه يا سيدي القائد العسكري الأعلى بماذا تريد أن تهمس في أذني..ماذا..الضجيج والغناء والموسيقى والتصفيق والضحكات يحجبون صوتك عن أذني..لماذا تمسكني من ذراعي..ماذا؟ تريدني أن أذهب معك؟ إلى أين يا مجنون..لا..لستُ من هذا النوع..ماذا تظنني..ماذا؟ لا تريد ذلك؟ فإلى أين سأذهب..آه..يا إلهي..حقاً؟ يا لك من شقي..ها نحن في السيارة الفارهة فإلى أين نتجه؟ إلى الأستديو؟ آه حسنٌ..ومن هناك؟ تعييني سفيرة؟ ماذا تقصد بسفيرة؟ حقاً ولكنني لا أجيد سوى التنظيف والغسل والطبخ؟ هناك أيضاً تنظيف وغسل وطبخ في الأمم المتحدة؟!!! عجيب؟!!..ما هي الأمم المتحدة؟ لم أفهم؟ سأفهم في حينه؟ حسنٌ، والآن إين تذهب بي؟ نعود؟! نعود إلى أين؟ يا لطيف؟!! ولكنني لست من هذا النوع..من أي نوع أنا؟ أنا من كل الأنواع يا سيدي القائد الأعلى..نعم اضحك..اضحك فقد ضحكت لي الدنيا يوم أن قررت اتباع لوثة رقص عابرة..
(تمت)

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى