شاهد على أحداث 19 يوليو1971
ورد على مغالطات كتاب د. حسن محمود الريح.
حوار: إبراهيم ميرغني
أثار كتاب المهندس حسن محمود الريح بعنوان: "عبدالخالق محجوب الوعي وأزهار القناديل" والصادر عن دار المصورات ردود فعل واسعة بين القراء لاحتوائه على معلومات مضللة وكاذبة عن اللحظات الأخيرة في حياة الشهيد عبدالخالق محجوب وقد قام الدكتور حسن الجزولي بتفنيد تلك الدعاوي والأكاذيب في سلسلة مقالات في هذه الصحيفة تحت عنوان عن الشهيد عبد الخالق محجوب، وقد حضر إلينا في مقر الصحيفة أحد الذين عاصروا أحداث تلك الفترة وورد اسمه في الكتاب المشار إليه باعتبار أنه ابن أخت المرحوم حسن الطاهر زروق القيادي الشيوعي المعروف، وأن عبد الخالق لجأ إليه والاختباء في منزله في الثورة الحارة الثانية، فأجرينا معه هذا الحوار وهو الأستاذ فيصل سيد أحمد محمد وهو ابن خديجة الطاهر زروق شقيقة المرحوم حسن الطاهر فإلى مضابط الحوار:
** حدثنا عن النشأة الميلاد ومراحل الدراسة.
= أنا من مواليد أمدرمان حي السيد المكي 1950، وأنا لم أكن أسكن مع المرحوم حسن الطاهر زروق كما قال مؤلف الكتاب، إنما هذا المنزل هو بيتنا كلنا والمرحوم حسن الطاهر هو والدنا my father in law الحقيقي ولقد توفي والدي وأنا عمرى أربع سنوات فتربينا أنا وأختي في هذا المنزل في حي المكي، فالمرحوم حسن الطاهر زروق هو من قام بتربيتنا وتعليمنا، درست المراحل التعليمية في مدرسة الهجرة الابتدائية وأم درمان الثانوية الأهلية بعدها سافرت بعد الحصول على الشهادة الثانوية إلى الخارج بغرض الدراسة في لبنان جامعة بيروت العربية في عام 74، وكانت طموحاتي أن أدرس في ألمانيا الشرقية آنذاك لكن مع اندلاع الحرب الأهلية في لبنان عام 1975 فكرت في البحث عن مكان آخر. في ذلك الوقت لم يكن خالي المرحوم حسن الطاهر مستقر في بلد واحد بعد عام 1971 وانتهى بي الأمر بالتوجه إلى بغداد لأن خالي حسن الطاهر قرر الإقامة فيها باعتباره لاجئ سياسي، وكان محتاج لناس يكونوا حوله في ذلك الوقت كنت متزوج فقررت البقاء في بغداد لمساعدة خالي المريض وحضر في ذلك الوقت إلى بغداد عدد من الأخوة في الحزب الشيوعي منهم فتحي فضل وكمال عووضة وهم كانوا ممثلين في اتحاد الطلبة العرب، وتم وعدى بتقديم منحة دراسة في ألمانيا الشرقية في شهر نوفمبر 76 وهذا لم يحدث.
** ماذا حدث بعد ذلك؟
= قررت أن أبقى في العراق كي أساعد خالي حسن الطاهر والذي بدأ يعاني من مرض السكر بعدها حضرت إلينا زوجتي بعد أن أنهت دراستها في جامعة القاهرة، في البداية اشتغلت في بغداد بواسطة مهندس زراعي، ومرة كنا نجلس في مكان عام برفقة بعض الأجانب وتناقشنا في أمور كثيرة باللغة الإنجليزية فطرح على أن اشتغل معهم لأن الأخوة العراقيين كان عندهم مشكلة في اللغة الإنجليزية فذهبت إلى وزارة الزراعة وقابلت الشخص المسؤول باعتبار أني سوف أعمل معهم كمترجم وفعلاً تم تعييني ومنحت مرتب كويس ومواصلات إلى مكان السكن، وزوجتي أيضاً اشتغلت في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة المعوقين بعدها ذهبت إلى الكويت ثم إلى الإمارات والتي تم فتح مركزين للمعوقين فيها، وتم جلب خبراء عراقيين وهم أصلاً كانوا يعملون مع زوجتي في العراق واستمريت في العمل معهم.
** هل واصلت أي تعليم عالي في العراق؟
= لا لقد عملت مترجماً فقط، كانت هناك جامعة تكنولوجية عراقية سجلت فيها في الأمسيات فقط، درست فيها مختبرات فحص التربة وعملت في المجلس الأعلى للزراعة بحي المنصور في ساحة النسور وكان على رأس هذا المجلس السيد عزت الدوري نائب صدام حسين، وظللت أعمل مترجم مع خبراء ألمان أستلم الحاصدات الزراعية وأكتب تقارير عنها وعن قطع غيارها وكان هناك مهندسين هنود. دي فترة بغداد وكان همي كلوا الذهاب إلى ألمانيا وهذا لم يحصل.
** يعني قررت البقاء لخدمة خالك حسن الطاهر؟
= نعم فترة وجودي في بغداد الغرض منها الوقوف على الحالة الصحية لحسن الطاهر زروق ومؤازرته كأسرة وكان في بغداد في ذلك الوقت عدد من السودانيين منهم المرحوم عوض برير والمرحوم محمد عبد الجواد، عليه تحسنت صحة المرحوم حسن الطاهر جداً بسبب وجودنا معه وكان يسكن في فندق في شارع الرشيد وعند حضورنا قمنا واستأجرنا شقة في حي البنوك في بغداد وأوضاعنا أصبحت كويسة. أذكر أن الرئيس اليمني الجنوبي عبد الفتاح اسماعيل قد زار العراق في تلك الفترة وطرح على حسن الطاهر الانتقال إلى عدن لكنه رفض معتذراً بأنه يقيم بالعراق كلاجئ سياسي ويحمل جواز سفر عراقي باسم عبدالخالق محمد أحمد ولا يود الخروج من العراق بهذا الجواز وأنا في حالة انتظار لجواز سوداني لأن حكومة مايو سحبت جواز حسن الطاهر وجاء وزير سوداني في زيارة للعراق وقرر إعادة جواز السفر مرة ثانية عن طريق القنصلية السودانية بالكويت لكن قبل استلام الجواز حدثت وفاة حسن الطاهر عام 1980.
** طيب أثناء وجودك في السودان هل قابلت الشهيد عبد الخالق؟.
= الشهيد عبد الخالق أنا تربيت في كنفه كنا في فريق السيد المكي جزء من بيت عبد الخالق وكان كل أعضاء اللجنة المركزية يحضرون إلى بيتنا سواء عبدالخالق أو تجانى الطيب أو الوسيلة أو سليمان حامد كل هؤلاء يعرفونني شخصياً لأني كنت أخدمهم أثناء وجودهم بالمنزل لأنو في البيت كنت أنا وأختي سامية وهى موجودة الآن في رأس الخيمة في الإمارات مع أولادها.
لذا أذكر كل الاحداث التي حصلت في تلك الفترة وأنا وعيت مبكراً وأذكر جيداً احتفالات إعلان استقلال السودان ووعي السياسي بدأ مع إعلان الاستقلال وأنا حتى اليوم متابع كل ما يدور في السودان من أحداث.
** هل كنت عضو في الحزب الشيوعي؟
= أبداً على الإطلاق لم أكن عضو في الحزب الشيوعي وأنا ابن الحزب الشيوعي وأنا جزء منه لكن لم يكن لي يوماً انتماء تنظيمي أو بطاقة عضوية، وما كان عندي نشاط لكن أنا جزء من الحزب وكل تاريخ الحزب الشيوعي الطويل هو جزء مني، وكل التفاصيل هي جزء من يومياتي وأطلعت على كل أدبيات الحزب والثقافة الروسية والأدب العالمي وقرأت رأس المال. وطبعاً لما كانت تعقد الاجتماعات الحزبية في شقتنا بحضور دكتور جبارة عبد اللطيف وبعض الطلبة لم أكن أشارك فيها وأنسحب من المكان فأنا اشتراكي وأدافع عن الحزب في أي مكان وبأي لغة فالقضية بالنسبة لي ليست بطاقة عضوية بل الحزب الشيوعي هو بالنسبة لي هو كل شيء.
** طيب أحكي لينا ما حدث خلال أحداث 19 يوليو؟
= أنا أذكر تماماً الأحداث أولاً سمعت بيان هاشم العطا الساعة الثانية ظهراً حصل تغيير في السلطة وثاني يوم كانت كل الناس مضطربة وفى شائعات عن أن هناك ناس جايين من بره وفى طائرة قادمة من العراق تم ضربها في الأجواء السعودية وبالنسبة لي كنت متوقع أن حركة 19 يوليو مرتبة بشكل كويس وما كنت متوقع إنو في جوانب ناقصة خاصة وجود بابكر النور وفاروق حمدنالله بالخارج ورغم شجاعة وبسالة هاشم العطا لكنو ما بقدر يدير كل ما يحدث خصوصاً الجانب العسكري في العملية لأن العناصر الموجودة كانت عناصر مدنية.
** أعود وأسأل عن علاقتك بعبدالخالق؟
= أقول علاقتي بعبد الخالق بدأت بحي الشهداء حي السيد المكي وكنت بمشي وأحضر ندواته ولم أكن أستوعب كل شيء وحتى أحمد سليمان والذي كان صديقه ولم أكن أتوقع منه هذا الخبث مرة من المرات جاب لي هدايا وأنا كنت بالنسبة لهؤلاء أني ابن حسن الطاهر وكنت شخصية محببة لهم ومستواي في المدرسة كان جيد وخالي حسن الطاهر ما كان يتواجد كثيراً في البيت فهو إما مختفي أو معتقل في كوبر وكل الرعاية قدمتها لينا الوالدة خديجة الطاهر زروق.
** ماذا حدث بعد يوم 22 يوليو وعودة نميري؟
= في ذلك اليوم بدأت الأحداث تتسارع وأعلن نميري في التلفزيون أنو هو بفتش عن عبد الخالق وخالد الكد في ذلك الوقت كنت جالس في كوبري النص في بيتنا في الثورة الحارة التانية منزل رقم 20 والذي أشار إليه مؤلف الكتاب وكنا في حالة متابعة في الشارع، وقالت والدتي يا ريت عبدالخالق يجئ عندنا وكانت والدتي خديجة تذهب وتجئ من البيت إلى كوبري النص وتقول عبد الخالق وينو جيبو أنا سوف أدسه تحت توبي، وكنا كلنا موجودين في الشارع عبدالخالق لم تطأ قدمه بيتنا على الاطلاق ولا أي بيت آخر في الثورة كما ذكر في الكتاب.
** أين كان المرحوم حسن الطاهر في ذلك الوقت؟
= المرحوم حسن الطاهر كان في مصر عند وقوع أحداث 19 يوليو ولم يكن يعالج من مرض البروستاتا كما ذكر الكاتب، بل كان يعاني من مرض السكري وقد ذكرت صحيفة الأهرام المصرية التي كان يرأسها لطفي الخولي وصحيفة أخبار اليوم أن عبد الخالق محجوب تم القبض عليه داخل بيت حسن الطاهر زروق في السودان ودا ما صحيح، كما قيل إن عبد الخالق كان يختبئ في منزل مهدي أزرق الذي كان يتعالج في القاهرة وكل هذه الروايات غير صحيحة طبعاً، مؤلف الكتاب ذكر أن أحمد مالك أخذ عبدالخالق في السيارة وأنزله في حي الثورة فكيف لأحمد مالك أن ينزل عبدالخالق في شارع عام ويمشي هذا شيء لا يعقل.
الشهيد عبدالخالق لم يأتي إلى بيتنا في الثورة أنا ما عارف من وين توصل الكاتب لهذه المعلومة كما أن الكاتب ذكر أن فيصل ابن أخت حسن الطاهر قد بعثه الحزب إلى جامعة لوممبا، هذا لم يحدث ولم أشاهد روسيا إلا بعدما ذهبت أحد كريماتي للدراسة في أوكرانيا درست طب، كما لم أكن عضواً في الاتحاد الاشتراكي كما ادعى مؤلف الكتاب وقال في عام 1967، وطبعاً في ذلك العام لم يكن هناك اتحاد اشتراكي. كما قال في كتابه أن عبدالخالق قد لاحظ التوتر على شخصي عند دخوله بيتنا لأن نميري طلب عدم إخفاء قادة الشيوعيين.
وقال ظهر على وجهي التوتر والاضطراب فانتهز عبدالخالق دخولي إلى داخل المنزل وذهب إلى منزل صالح البحر وهذا كذب صريح، فبيتنا في الثورة لا توجد فيه حتة للداخل وهو عبارة عن غرفتين من جالوص وباب حديد، كما لا يعقل أن يختبئ عبدالخالق في منزل عضو لجنة مركزية وفي كلام أن صالح البحر أنقذ نقد وسلمه للسفارة البلغارية، كما ذكر الكاتب. وعموماً عبد الخالق لم يأتي إلى منزلنا إطلاقاً.
** طيب ما الغرض من نشر هذه المعلومات المفبركة الآن؟
= أعتقد أن الغرض من نشر هذه المعلومات هو التشويش وأعتقد أن مؤلف الكتاب وحسب السيرة الذاتية بتاعتو وهو حاصل على درجة دكتوراة ومتخصص في حاجات كتيرة ما عارف يكون عايز شنو، هل يضيف شيء لنفسه بإيراد معلومات مغلوطة وغير معروفة المصادر ومؤلف الكتاب لا يعرفني شخصياً.
** هذا يعنى أنك لا تعرف مؤلف الكتاب؟
= لا أبداً أنا بعرف والده والذي كان مدير لبنك الوحدة باعتبارنا أننا جميعاً من أهل أمدرمان وأعرف أهله وأعمامه ولكن هو شخصياً لا أعرفه.
لذلك في شك في كل مصداقية الكتاب والدليل أن صحيفة التيار عندما حاولت التعليق على الكتاب اختارت هذه الفقرة بالذات، وهي لجوء عبدالخالق إلى منزل حسن الطاهر زروق فلا أدري ما هو الغرض من تلفيق هذه المعلومات هل هي القروش؟ وأنا حالياً ممكن أدين مؤلف الكتاب قانونياً لأن هذه إشانة سمعة وأنا يشرفني أن يرد إسمي مع اسم عبد الخالق في بعض التفاصيل لكن الكاتب أضاف حاجات غريبة مثل أنا خفت ورجفت وتوترت وأنه أنا عضو في الاتحاد الاشتراكي هذه إساءة بالغة، ويبدو أن معلومات الكاتب مضروبة حيث قال أنني كنت عضو في الاتحاد الاشتراكي سنة 67 والاتحاد الاشتراكي تأسس بعد ذلك بكثير، كما ذكر الكاتب أن البطل الشهيد ودالريح والذي احتفى به كل الجيش السوداني ذكر الكاتب بأنه انتحر كما قال إن الشهيد شكاك أيضاً انتحر والصحيح أن شكاك كان مريضاً ورفضت سلطات السجن علاجه.
** هل عندك اتجاه لرفع قضية ضد مؤلف الكتاب؟
= لا أبداً نحن أرفع من ذلك ولا أود الدخول في مهاترات مع شخص لم يحترم نفسه ولا مؤهلاته، ولم يحترم تاريخ ناس عظام فأين مصلحته في ذلك بعد هذا الزمن الطويل، فالرئيس جمال عبد الناصر في قمة مجده ما كان بعمل حساب لأي شخص سوى عبد الخالق محجوب، وأبلغ عبد الناصر نميري بذلك وقال (ما بعمل حساب لأي أحد في المنطقة العربية والأفريقية سوي عبدالخالق محجوب) وده السبب الخلق لعبد الخالق الكثير من الأعداء من الاتجاهات اليمينية خاصة وأن عبدالخالق كان صغير السن حيث قتل في سن 42 عاماً فقط لكن التاريخ سوف يحفظ ذكراه إلى الأبد مهما حاول البعض تشويه صورته وإذا كان مؤلف هذا الكتاب يود أن يقول أنه من مؤيدي عبدالخالق فإنه يناقض نفسه بإيراد معلومات مغلوطة تماماً عن الشهيد عبدالخال
www.facebook.com
ورد على مغالطات كتاب د. حسن محمود الريح.
حوار: إبراهيم ميرغني
أثار كتاب المهندس حسن محمود الريح بعنوان: "عبدالخالق محجوب الوعي وأزهار القناديل" والصادر عن دار المصورات ردود فعل واسعة بين القراء لاحتوائه على معلومات مضللة وكاذبة عن اللحظات الأخيرة في حياة الشهيد عبدالخالق محجوب وقد قام الدكتور حسن الجزولي بتفنيد تلك الدعاوي والأكاذيب في سلسلة مقالات في هذه الصحيفة تحت عنوان عن الشهيد عبد الخالق محجوب، وقد حضر إلينا في مقر الصحيفة أحد الذين عاصروا أحداث تلك الفترة وورد اسمه في الكتاب المشار إليه باعتبار أنه ابن أخت المرحوم حسن الطاهر زروق القيادي الشيوعي المعروف، وأن عبد الخالق لجأ إليه والاختباء في منزله في الثورة الحارة الثانية، فأجرينا معه هذا الحوار وهو الأستاذ فيصل سيد أحمد محمد وهو ابن خديجة الطاهر زروق شقيقة المرحوم حسن الطاهر فإلى مضابط الحوار:
** حدثنا عن النشأة الميلاد ومراحل الدراسة.
= أنا من مواليد أمدرمان حي السيد المكي 1950، وأنا لم أكن أسكن مع المرحوم حسن الطاهر زروق كما قال مؤلف الكتاب، إنما هذا المنزل هو بيتنا كلنا والمرحوم حسن الطاهر هو والدنا my father in law الحقيقي ولقد توفي والدي وأنا عمرى أربع سنوات فتربينا أنا وأختي في هذا المنزل في حي المكي، فالمرحوم حسن الطاهر زروق هو من قام بتربيتنا وتعليمنا، درست المراحل التعليمية في مدرسة الهجرة الابتدائية وأم درمان الثانوية الأهلية بعدها سافرت بعد الحصول على الشهادة الثانوية إلى الخارج بغرض الدراسة في لبنان جامعة بيروت العربية في عام 74، وكانت طموحاتي أن أدرس في ألمانيا الشرقية آنذاك لكن مع اندلاع الحرب الأهلية في لبنان عام 1975 فكرت في البحث عن مكان آخر. في ذلك الوقت لم يكن خالي المرحوم حسن الطاهر مستقر في بلد واحد بعد عام 1971 وانتهى بي الأمر بالتوجه إلى بغداد لأن خالي حسن الطاهر قرر الإقامة فيها باعتباره لاجئ سياسي، وكان محتاج لناس يكونوا حوله في ذلك الوقت كنت متزوج فقررت البقاء في بغداد لمساعدة خالي المريض وحضر في ذلك الوقت إلى بغداد عدد من الأخوة في الحزب الشيوعي منهم فتحي فضل وكمال عووضة وهم كانوا ممثلين في اتحاد الطلبة العرب، وتم وعدى بتقديم منحة دراسة في ألمانيا الشرقية في شهر نوفمبر 76 وهذا لم يحدث.
** ماذا حدث بعد ذلك؟
= قررت أن أبقى في العراق كي أساعد خالي حسن الطاهر والذي بدأ يعاني من مرض السكر بعدها حضرت إلينا زوجتي بعد أن أنهت دراستها في جامعة القاهرة، في البداية اشتغلت في بغداد بواسطة مهندس زراعي، ومرة كنا نجلس في مكان عام برفقة بعض الأجانب وتناقشنا في أمور كثيرة باللغة الإنجليزية فطرح على أن اشتغل معهم لأن الأخوة العراقيين كان عندهم مشكلة في اللغة الإنجليزية فذهبت إلى وزارة الزراعة وقابلت الشخص المسؤول باعتبار أني سوف أعمل معهم كمترجم وفعلاً تم تعييني ومنحت مرتب كويس ومواصلات إلى مكان السكن، وزوجتي أيضاً اشتغلت في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة المعوقين بعدها ذهبت إلى الكويت ثم إلى الإمارات والتي تم فتح مركزين للمعوقين فيها، وتم جلب خبراء عراقيين وهم أصلاً كانوا يعملون مع زوجتي في العراق واستمريت في العمل معهم.
** هل واصلت أي تعليم عالي في العراق؟
= لا لقد عملت مترجماً فقط، كانت هناك جامعة تكنولوجية عراقية سجلت فيها في الأمسيات فقط، درست فيها مختبرات فحص التربة وعملت في المجلس الأعلى للزراعة بحي المنصور في ساحة النسور وكان على رأس هذا المجلس السيد عزت الدوري نائب صدام حسين، وظللت أعمل مترجم مع خبراء ألمان أستلم الحاصدات الزراعية وأكتب تقارير عنها وعن قطع غيارها وكان هناك مهندسين هنود. دي فترة بغداد وكان همي كلوا الذهاب إلى ألمانيا وهذا لم يحصل.
** يعني قررت البقاء لخدمة خالك حسن الطاهر؟
= نعم فترة وجودي في بغداد الغرض منها الوقوف على الحالة الصحية لحسن الطاهر زروق ومؤازرته كأسرة وكان في بغداد في ذلك الوقت عدد من السودانيين منهم المرحوم عوض برير والمرحوم محمد عبد الجواد، عليه تحسنت صحة المرحوم حسن الطاهر جداً بسبب وجودنا معه وكان يسكن في فندق في شارع الرشيد وعند حضورنا قمنا واستأجرنا شقة في حي البنوك في بغداد وأوضاعنا أصبحت كويسة. أذكر أن الرئيس اليمني الجنوبي عبد الفتاح اسماعيل قد زار العراق في تلك الفترة وطرح على حسن الطاهر الانتقال إلى عدن لكنه رفض معتذراً بأنه يقيم بالعراق كلاجئ سياسي ويحمل جواز سفر عراقي باسم عبدالخالق محمد أحمد ولا يود الخروج من العراق بهذا الجواز وأنا في حالة انتظار لجواز سوداني لأن حكومة مايو سحبت جواز حسن الطاهر وجاء وزير سوداني في زيارة للعراق وقرر إعادة جواز السفر مرة ثانية عن طريق القنصلية السودانية بالكويت لكن قبل استلام الجواز حدثت وفاة حسن الطاهر عام 1980.
** طيب أثناء وجودك في السودان هل قابلت الشهيد عبد الخالق؟.
= الشهيد عبد الخالق أنا تربيت في كنفه كنا في فريق السيد المكي جزء من بيت عبد الخالق وكان كل أعضاء اللجنة المركزية يحضرون إلى بيتنا سواء عبدالخالق أو تجانى الطيب أو الوسيلة أو سليمان حامد كل هؤلاء يعرفونني شخصياً لأني كنت أخدمهم أثناء وجودهم بالمنزل لأنو في البيت كنت أنا وأختي سامية وهى موجودة الآن في رأس الخيمة في الإمارات مع أولادها.
لذا أذكر كل الاحداث التي حصلت في تلك الفترة وأنا وعيت مبكراً وأذكر جيداً احتفالات إعلان استقلال السودان ووعي السياسي بدأ مع إعلان الاستقلال وأنا حتى اليوم متابع كل ما يدور في السودان من أحداث.
** هل كنت عضو في الحزب الشيوعي؟
= أبداً على الإطلاق لم أكن عضو في الحزب الشيوعي وأنا ابن الحزب الشيوعي وأنا جزء منه لكن لم يكن لي يوماً انتماء تنظيمي أو بطاقة عضوية، وما كان عندي نشاط لكن أنا جزء من الحزب وكل تاريخ الحزب الشيوعي الطويل هو جزء مني، وكل التفاصيل هي جزء من يومياتي وأطلعت على كل أدبيات الحزب والثقافة الروسية والأدب العالمي وقرأت رأس المال. وطبعاً لما كانت تعقد الاجتماعات الحزبية في شقتنا بحضور دكتور جبارة عبد اللطيف وبعض الطلبة لم أكن أشارك فيها وأنسحب من المكان فأنا اشتراكي وأدافع عن الحزب في أي مكان وبأي لغة فالقضية بالنسبة لي ليست بطاقة عضوية بل الحزب الشيوعي هو بالنسبة لي هو كل شيء.
** طيب أحكي لينا ما حدث خلال أحداث 19 يوليو؟
= أنا أذكر تماماً الأحداث أولاً سمعت بيان هاشم العطا الساعة الثانية ظهراً حصل تغيير في السلطة وثاني يوم كانت كل الناس مضطربة وفى شائعات عن أن هناك ناس جايين من بره وفى طائرة قادمة من العراق تم ضربها في الأجواء السعودية وبالنسبة لي كنت متوقع أن حركة 19 يوليو مرتبة بشكل كويس وما كنت متوقع إنو في جوانب ناقصة خاصة وجود بابكر النور وفاروق حمدنالله بالخارج ورغم شجاعة وبسالة هاشم العطا لكنو ما بقدر يدير كل ما يحدث خصوصاً الجانب العسكري في العملية لأن العناصر الموجودة كانت عناصر مدنية.
** أعود وأسأل عن علاقتك بعبدالخالق؟
= أقول علاقتي بعبد الخالق بدأت بحي الشهداء حي السيد المكي وكنت بمشي وأحضر ندواته ولم أكن أستوعب كل شيء وحتى أحمد سليمان والذي كان صديقه ولم أكن أتوقع منه هذا الخبث مرة من المرات جاب لي هدايا وأنا كنت بالنسبة لهؤلاء أني ابن حسن الطاهر وكنت شخصية محببة لهم ومستواي في المدرسة كان جيد وخالي حسن الطاهر ما كان يتواجد كثيراً في البيت فهو إما مختفي أو معتقل في كوبر وكل الرعاية قدمتها لينا الوالدة خديجة الطاهر زروق.
** ماذا حدث بعد يوم 22 يوليو وعودة نميري؟
= في ذلك اليوم بدأت الأحداث تتسارع وأعلن نميري في التلفزيون أنو هو بفتش عن عبد الخالق وخالد الكد في ذلك الوقت كنت جالس في كوبري النص في بيتنا في الثورة الحارة التانية منزل رقم 20 والذي أشار إليه مؤلف الكتاب وكنا في حالة متابعة في الشارع، وقالت والدتي يا ريت عبدالخالق يجئ عندنا وكانت والدتي خديجة تذهب وتجئ من البيت إلى كوبري النص وتقول عبد الخالق وينو جيبو أنا سوف أدسه تحت توبي، وكنا كلنا موجودين في الشارع عبدالخالق لم تطأ قدمه بيتنا على الاطلاق ولا أي بيت آخر في الثورة كما ذكر في الكتاب.
** أين كان المرحوم حسن الطاهر في ذلك الوقت؟
= المرحوم حسن الطاهر كان في مصر عند وقوع أحداث 19 يوليو ولم يكن يعالج من مرض البروستاتا كما ذكر الكاتب، بل كان يعاني من مرض السكري وقد ذكرت صحيفة الأهرام المصرية التي كان يرأسها لطفي الخولي وصحيفة أخبار اليوم أن عبد الخالق محجوب تم القبض عليه داخل بيت حسن الطاهر زروق في السودان ودا ما صحيح، كما قيل إن عبد الخالق كان يختبئ في منزل مهدي أزرق الذي كان يتعالج في القاهرة وكل هذه الروايات غير صحيحة طبعاً، مؤلف الكتاب ذكر أن أحمد مالك أخذ عبدالخالق في السيارة وأنزله في حي الثورة فكيف لأحمد مالك أن ينزل عبدالخالق في شارع عام ويمشي هذا شيء لا يعقل.
الشهيد عبدالخالق لم يأتي إلى بيتنا في الثورة أنا ما عارف من وين توصل الكاتب لهذه المعلومة كما أن الكاتب ذكر أن فيصل ابن أخت حسن الطاهر قد بعثه الحزب إلى جامعة لوممبا، هذا لم يحدث ولم أشاهد روسيا إلا بعدما ذهبت أحد كريماتي للدراسة في أوكرانيا درست طب، كما لم أكن عضواً في الاتحاد الاشتراكي كما ادعى مؤلف الكتاب وقال في عام 1967، وطبعاً في ذلك العام لم يكن هناك اتحاد اشتراكي. كما قال في كتابه أن عبدالخالق قد لاحظ التوتر على شخصي عند دخوله بيتنا لأن نميري طلب عدم إخفاء قادة الشيوعيين.
وقال ظهر على وجهي التوتر والاضطراب فانتهز عبدالخالق دخولي إلى داخل المنزل وذهب إلى منزل صالح البحر وهذا كذب صريح، فبيتنا في الثورة لا توجد فيه حتة للداخل وهو عبارة عن غرفتين من جالوص وباب حديد، كما لا يعقل أن يختبئ عبدالخالق في منزل عضو لجنة مركزية وفي كلام أن صالح البحر أنقذ نقد وسلمه للسفارة البلغارية، كما ذكر الكاتب. وعموماً عبد الخالق لم يأتي إلى منزلنا إطلاقاً.
** طيب ما الغرض من نشر هذه المعلومات المفبركة الآن؟
= أعتقد أن الغرض من نشر هذه المعلومات هو التشويش وأعتقد أن مؤلف الكتاب وحسب السيرة الذاتية بتاعتو وهو حاصل على درجة دكتوراة ومتخصص في حاجات كتيرة ما عارف يكون عايز شنو، هل يضيف شيء لنفسه بإيراد معلومات مغلوطة وغير معروفة المصادر ومؤلف الكتاب لا يعرفني شخصياً.
** هذا يعنى أنك لا تعرف مؤلف الكتاب؟
= لا أبداً أنا بعرف والده والذي كان مدير لبنك الوحدة باعتبارنا أننا جميعاً من أهل أمدرمان وأعرف أهله وأعمامه ولكن هو شخصياً لا أعرفه.
لذلك في شك في كل مصداقية الكتاب والدليل أن صحيفة التيار عندما حاولت التعليق على الكتاب اختارت هذه الفقرة بالذات، وهي لجوء عبدالخالق إلى منزل حسن الطاهر زروق فلا أدري ما هو الغرض من تلفيق هذه المعلومات هل هي القروش؟ وأنا حالياً ممكن أدين مؤلف الكتاب قانونياً لأن هذه إشانة سمعة وأنا يشرفني أن يرد إسمي مع اسم عبد الخالق في بعض التفاصيل لكن الكاتب أضاف حاجات غريبة مثل أنا خفت ورجفت وتوترت وأنه أنا عضو في الاتحاد الاشتراكي هذه إساءة بالغة، ويبدو أن معلومات الكاتب مضروبة حيث قال أنني كنت عضو في الاتحاد الاشتراكي سنة 67 والاتحاد الاشتراكي تأسس بعد ذلك بكثير، كما ذكر الكاتب أن البطل الشهيد ودالريح والذي احتفى به كل الجيش السوداني ذكر الكاتب بأنه انتحر كما قال إن الشهيد شكاك أيضاً انتحر والصحيح أن شكاك كان مريضاً ورفضت سلطات السجن علاجه.
** هل عندك اتجاه لرفع قضية ضد مؤلف الكتاب؟
= لا أبداً نحن أرفع من ذلك ولا أود الدخول في مهاترات مع شخص لم يحترم نفسه ولا مؤهلاته، ولم يحترم تاريخ ناس عظام فأين مصلحته في ذلك بعد هذا الزمن الطويل، فالرئيس جمال عبد الناصر في قمة مجده ما كان بعمل حساب لأي شخص سوى عبد الخالق محجوب، وأبلغ عبد الناصر نميري بذلك وقال (ما بعمل حساب لأي أحد في المنطقة العربية والأفريقية سوي عبدالخالق محجوب) وده السبب الخلق لعبد الخالق الكثير من الأعداء من الاتجاهات اليمينية خاصة وأن عبدالخالق كان صغير السن حيث قتل في سن 42 عاماً فقط لكن التاريخ سوف يحفظ ذكراه إلى الأبد مهما حاول البعض تشويه صورته وإذا كان مؤلف هذا الكتاب يود أن يقول أنه من مؤيدي عبدالخالق فإنه يناقض نفسه بإيراد معلومات مغلوطة تماماً عن الشهيد عبدالخال
Bei Facebook anmelden
Melde dich bei Facebook an, um dich mit deinen Freunden, deiner Familie und Personen, die du kennst, zu verbinden und Inhalte zu teilen.
www.facebook.com
