ذياب شاهين - النزولُ للمَدينةِ خطرٌ كَبير

عُذراً يا سيدةَ الأقدار
الخروجُ من البيتِ
باتَ لعنةً تَطعنُ أقدامي
بالخوفِ والارتيابِ
ربَّما يُقبض عليَّ
بتهمةِ تشابهِ الأسماء
فينهالُ عليَّ مجرمو
مكافحة الإجرامِ حتّى الموت
وربّما يقتُلني طرفٌ رابعٌ
بتهمةِ التظاهرِ
كوني جوكرياً سابقاً
جلبَ الاحتلال لبلدهِ
وربّما يَطلقُ
على رأسي الرصاصَ
مُرتزقٌ
لأنَ أمّي تعملُ
في منظماتِ المجتمع المَدني
وربّما تقتلني العِصاباتُ المؤمنةُ
لمطالبتي بدمِ ابني
الذي اغتالوهُ
ذاتَ ليلةٍ قدريَّةٍ موحشةٍ
آهٍ يا سيدةَ الأقدار
أما من سَعْدٍ
من كفيكِ الممدودتينَ
على أرضِ الله
فأنا اليومَ مُرتعبٌ
أرتجفُ كالطيورِ البرِّيةِ في
قارعةِ عصفٍ هوجاء
أخافُ من السفرِ وحيداً
في وطني الآمنِ
كي لا يُنزلني شَرطيٌ
لا يفرّق بينَ قنينةِ خمرٍ
وزيتِ الزيتون
في نقطِ التفتيشِ
المزروعةِ كالمَزابل ببلدي
أنا مرتعبٌ
حتّى من رميِ
وردةٍ بلاستيكيةِ بالطريق
كي لا تختنقَ الشوارعُ بالعطورِ
و اُتهمَ بالكفر
وثلمِ عروشِ العوائلِ الشَّريفة
لقد فعلت ُ الكبائرَ كلَّها
كي أرضيَ الصوامعَ المقدسةِ
ولم ترضَ عنّي
فقد بكيتُ ولطمتُ
ومشيتُ وطيّنتْ أمّي
ونساءُ المحلةِ وجوهَهنَّ وعباءاتِهنَّ
في عاشوراء
ولم نشعرْ بالأمنِ
قبلنا بقائدٍ هاشميٍّ
وعفلقيٍّ
وجعفريٍّ
وبالماركاتِ العالميّة كلِّها
ولم نحصلْ على الماءِ الحلوِ
وحَرموا بيوتَنا
من أن تزورَها ولو خلسةً
ألكتروناتِ الكَهرباء
آهٍ ياسيَّدةَ الأقدار
بالله عليكِ أغيثينا
أم أنتِ صمّاءُ
عن تغييرِ الأقدارِ
في مقبرةِ النَّهرين
.
.
.
فيا للعَزاء


الجمعة
‏06‏/08‏/2021‏ 10:29:21 م

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى