محمد عمار شعابنية - للمسافر وجهـان.. شعر

للمسافِر وجهَانِ
وجْهٌ إذا قايَض الليْلَ بالنوم في الحافلهْ
وحطّتْ على زَنْده امرأةٌ رأسَها
وهْي مسكونةٌ بالنّعاسْ
وهْو يسبحُ في عٍطْرِها عندما يتنَفّسُ
ويقِيس المسافة بالحُلْمِ
وهْيَ التي
بغيْرِ امتداداتِها لا تُقاسْ
سيفْتَحُ عيْنيْهِ
إذْ لا يجوزُ التّناوُمُ في حَضْرة امرَأةِ
رأسُها صارَ طِيبًا على زَنْدِهِ ..
هلْ يُقَبْلها وهيَ نائمةٌ
قُبْلَةً تُلصِقُ الخَدَّ بالشَفَتَيْنْ..؟
هلْ يداعِبُ في رِقَّةٍ شَعْرَها ..
أمْ على صَدْرِها يبسطُ الكَفَّ
يتْركُها تتجَوّلُ هائمةً ؟
هل يزيد التصاقا بها
عندما التفّتْ السّاقُ بالسّاقِ في ذاتِ إغْفاءتَيْنْ ؟
كاد يفعَلُ ما قد نوَى
قبْلَ أنْ تتَوَقّف حافِلة الليلِ مُعْلِنةً عنْ نهاية رحْلَتِها ...
عندما غادرتْها رآها تُرًتّبُ شالاً على شعْرِها
ورأى وجهَها لا جميلاً
ولا مُقْرِفًاً
إنّما بيْنَ بيْنْ
قال هذا إذنْ شَكْلُها
وهي ترْسم في الدرْب وِجْهَتَها
وأنا مثلها
كنْتُ في رِحْلَتي أتقَمّص وجَهًا
وها أنّ لي الآنَ وجْهًا
يرى امرأة لم يُعُدْ رأسُها فوق زنْدي
ولم يبْقَ من عِطْرها ما يُدغدغ أنْـفي
تفارقني في سكوتٍ
وتُدْخِل في ظِلّها أرْجُلَ السّابلهْ


محمد عمار شعابنية
المتلوي في 23سبتمبر 2021

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى