محمد عمار شعابنية - وأدخـُلُ مِثْـل السّهْـم مـن حـائط الصّـدى.. شعر

وأدخـُلُ مِثْـل السّهْـم مـن حـائط الصّـدى
لأخرُجَ مـنْ صـمْتي وأمْضي إلى صوْتي
لـعـَلّـي أُطِـيـل القــوْلَ شكْــلا وفِكْــــــرةً
وأهْـنَـأ إذْ يـنْـزاح طَـوْدٌ مِنَ الـكــَبْـــــتِ
وقـدْ كـنْـتُ لا أدري متـى تَـسْمَعيـنَنــــي
وأسْـمَـع وَقْــعَ الضَّـوْءِ عندكِ يـا أنْـــت
نعَمْ ، أنْتِ لسْتِ الغـْيـرَ، ما كُنتُ مْخطِئًـا
إذ اخْتَرتُ رَهْـنَ الرّوح عندكِ واختَرتِ
ولمْ أخْلِف الـوعْدَ الـذي صـــارَ بيْنَـــــا
وقَدْ صُـنْـتُ هذا الوَعْدَ عِشْقًا وقَدْ صُنْتِ
إنا الآن فــي عَـيْـنَـيْـكِ طِفْــلٌ وإنّـنـــــيّ
كـبُرتُ كمـا دَهْــرٍ.. كـبُـرتُ مَـع الوقْتِ
لـتَبْقَــيْ كـمـا أهـواكِ تكْـسُــوكِ فِـتْــنــةٌ
تُرَفْـرِفُ من فـوْقٍ وَتَرقُصُ مِن تَـحْـتِ
وأبْقَــى كـمـا لوْ أنَّ مًـاءَكِ فـي فـمِـــــي
غـدا عَـسْـلا يَحْوِي قَلِيــلا مـنَ الـزَّيــتْ
أوَزّعُ فِـيـكِ الـنّـبْـضَ فًلْـتَـزْرَعِيـهِ كَــــيْ
يَصِيــرَ ثمَـارًا في حـقُــولٍ مِـن النّـبْـــتِ
وفـي الليْـل أرْوي سيْرَ عِـشْـقي لنَمْلـــةٍ
تـُتـرْجم ما أرْوِيـه بـالـكَدْحِ فـي صْمْـتِ
وتمْضي كمـا لـوْ أنّــنـي مـا دَعَـوْتُـهــا
لتـَغْـنَـمَ مِـنْ قَـمْحِـي وتَسْهَرَ فـي بَـيْـتـي
فـأفْـتَحُ شُـبًّاكِي عـلـى الكـوْن كــي أرَى
نجومَ سَمَاءٍ مثّلمـا البَيْـضُ في طَـسْــتِ
لها مِـنْ وَمِـيـضِ الضَّوءِ دَفْــقٌ وإنـهـــا
تُهَيّئُ قُـرْصَ الأرْضِ للجَـدْبِ والمَــوْتِ
وريفيّـةٍ في الوَحْـلِ تنْسـاقُ سـاقُــهــــــا
وتمْشي علـى الإسْفَلـتِ أرْجُـلُ إسْفلْـــتِ
فأُدْخِــلُ رأسـي فــي سُــؤالٍ مُـحَـنَّـــطٍ
كأنّي وضَعْتُ الوَجْهَ فـي كِـيـسِ اسْمَنْتِ
وتسألـني الدّهْمــاءُ :مـا حُكْم خُبْـزِهـــــا
ومـا كـنتُ شيْخًـا ذا مَقـامٍ ولا مُـفتِــــــيّ
فـمِـنْ أيْـن يأتي الخُـبْـز والحَـقْـلُ قـاحِـلٌ
وأفْـوَاهُ فـلاّحِيــنَ فـي الجًوعِ والـمَقْــــتِ
أنـا يـا أنـا أغْـنـِيّـتــي لا تُـرِيـــحُــنــــي
وقد أرْبـكـتْـنِي في خميـسٍ وفـي سَـبْــتِ
وأمْـسَـى أنِـيـنُ النّـاي فـيـها يُـخـيـفُـنــي
وقدْ صـار نَـايي يَـقْـتُل الشًّدْوَ بالصَّمْـتِ
فَأُقْـحَمُ فـي أُغْـنِـيّـةٍ صَـار عَزْفُـهــــــــا
كإيـقـاعِ شـعْرٍ خـارجِ الـوزْن والـبـيْـتِ
ويـمْـضي خـيالـي نـحْـو دْنْـيـا بَـعِيـــدةٍ
وكـلّ خـيـالٍ هُــوَّ فَــــرٌّ مـن الـكَـبْــــتِ
لأُفْـرِغَ مَـاءَ البـحْـر مـن زُرْقــة السّمـا
فيَرقُص حُوتُ البحْر نَشـوانَ في يَخْتِـي
وأسْـكُبَ مـاءَ النّـهْـر فـي جَــوْفِ جَـرّةٍ
لِيَقْـرُبَ نهْـرٌ مـنْ سـجـيـنٍ ومـن مَـيْــتِ
وأذْكُـر أنّـي عَنْـكِ إنْ غـِبْـتُ لـحَـظــــةً
ومـا حَـادَ حِـسّـي ذاتِ تِيـهٍ وما حِـــدْتِ
أجِيئُكِ مثْلَ الطّيْـرِ مـن هِـجْـرَةٍ قَسَــــتْ
وأنتِ اخْـضرارُ الوجْد في غائبٍ يأتِـي

محمد عمار شعابنية
المتلوي في 24 سبتمبر 2021

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى