محمد عمار شعابنية - شجر هنا.. شجر هناك.. شعر

شَجَرٌ هُنـا
يحْيا على طًلٍّ
ويرْويهِ السّحابْ
ويطُول منْتَعشًا ويغمًسُ مًا تمَدّد مِنْ عُرُوقٍ
في التُّرابْ
ويُدًاعِب النَّسَمَاتِ ...
يرْقُصُ عِندما
تمْشي أصابِعُها على أوْراقِهِ الخَضْرَاءِ
تترُك حين تهجُرها ندَى
ونظارةً تُغري فضول الطّيْر
حين يحطّ فوق الغُصْنِ يحترف الغناءَ
وحين يُقلِع مثل طائرةٍ
يُوَزّع بين أيْديها الصّدى.
شَجرٌ هنا
والأرضْ تطلب منه أنْ يحتلّ تُرْبَتها
ويُسقطَ فوْق رُقعَتِها الفسيحةِ ما يـمُرّ من السّحابْ
شجَر هنا
وهنـاك في الصّحراء أشجارٌ يساورها الضّجَرْ
ويجول بين فروعها حَرٌّ
ويهجرُها المطَرْ..
هِيَّ لا تُحِبُّ الشّمْسَ لكنْ
حِينَ تلْفحُها السّماءُ تقولُ ماذا
لوْ تفطّن غارسي لِعذابَ أغصاني
وجذْعي
وضَنى عروقي وهي تحفر في تراب ساخنٍ..
لأظلّ وافقة وازدادُ ارتفاعا
في العام شِبْرًا واحدًا بالكادِ
بلْ يزداد دمْعي
أفلا تراه الأرضُ والظّلّ الذي تحْتي
يُظَلّلُ غارسي قبل الزوال
وحينَ ينتشِرُ الأصِيلْ
فيَمُرّ حين يَمُرُّ محتالا على عطَشي
بماءٍ كدّرتْه صلابةُ الصّهريج ، أو ماءِ الغسيلْ
وأرى الفصولَ تمُرّ لكنِّي أخافُ على مصيري اللغزِ
منِ عُقْمِ الفصولْ
فأقولُ ما عُذْرُ الطبيعةِ
حين تُمْعن في تحيّزها وتشْطُبُ ما نُريدُ وما نقولْ

محمد عمار شعابنية
المتلوي في 25 سبتمبر 2021

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى