محمد عمار شعابنية - حرف غريب الشّكل.. شعر

قِيلَ لي:
لنْ يرقد الجِنّيُّ في رأسِكَ بعد اليومِ
لنْ يقتَحمَ الشّيْطانُ دارِكْ
لنْ تنامَ اللّيلَ مذْعورا..
ولنْ يرْقُد ليْلٌ في نهَارِكْ
فاْفْتَح الشُّبّاك وأنظْرْ
لتَرى الأنجمَ ترْوِي للقَمَرّْ
قِصّةَ الضّوْءِ الذي لولاه ما
كحّلَتِ الرؤْيا عُيونَ الخَلْقِ
ما طارتْ ملايين العصافيرِ التي
ما أطلقتْ أجنحةَ التّحْليقِ في بَرْدٍ وحَرْ
لوْ غزا العالمُ عِفْريتُ الظلامْ
قِيلَ لي:
نَمْ هانئا كالقِطِّ في المنْزِلِ
أو كالأسَدِ الآكِل لحْمَ البَقَرِ الوَحْشِيِّ
والسّنجابِ إذْ يَرْقدُ في بحْبوحَةِ الرّاحةِ
رَخْوًا ذيْلُه القْطْنِيُّ
مَرخِيَّ العِظامْ.. وتخَيّرْ أيّ نَوْم تَشْتَهِيهْ
وإذا أوْغَلْتَ في حُلْمٍ خُرافِيٍّ فحاذِرْ
أنْ تَتِيهْ
إنّما الأحلامُ أوْهامٌ
وتنْفِيسٌ عنِ الوقت السّفيهْ
وأنا..لمْ يرْقد الجِنِّيُّ في رأسي
ولمْ يقتَحم الشيْطانُ داري
لمْ يُنَغِّص راحتي التّنّينُ
لمْ ينْفُثْ على طاولتي ما فيه من جمْرٍ ونارِ
إنّما يُرهقني حرُفٌ غرِيبُ الشَّكْلِ
يَجري في كلامي مثْل قَيْظِ
وَيُعِيقُ اللفْظَ إن حاوَل أنْ يَنْطُقَ لفظي
غيْرَ أنِّي..
أيّها الحَرْفُ العِنيدْ
سوْف لنْ أرقُدَ إلاّ
بعْدما أنحَتُ مِنْ صَخْرِك أبْياتِ القصيدْ

محمد عمار شعابنية
المتلوي في 26 سبتمبر 2021

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى