محمد عمار شعابنية - لم يجِدْ ماء.. شعر

لم يجِدْ ماءً
بماذا يغتسِلْ
في يديه الطّمْيُ ..في عيْنيْه تُرْب الحقلِ..
في الوَجْه الذي قد صار مصْبُوغًا بلوْن العُشْبِ
ما يجعلُ آثارَ العمَلْ ـ
منذ أنْ أنهَك فيه الجِسم ـ تكسوُ
رقْعةَ الجبْهَةَ الخدّيْنِ
والذَّقنَ الذي غطّاه شَعْرٌ في بياضِ الثّلجِ
والأنْفَ الذي أصبَحَ كالخيْمةِ تحْتَ الرّيحِ
فَـلـْجَاها غزا جْوْفَيْهما عَصْفٌ مُخيفْ
هُوّ في جُوعٍ..
وفي ما يجعل الظمآنَ محمُولا على كَفِّ التّعَب إنّما يُعْوِزه الماءُ الذي
لمْ تَرهُ الأرْض التي ـ
يغرِسُ فيها النّفسَ ـ من يوْمٍ
وفي آليّة الضَّخِ التي تدفع ماء البئرِ لمْ يُصْلَح عَطَبْ
قال : لنْ آكُلَ
لنْ أشْرَبَ
فلْتأكُلْ نُيُوبُ الجُوع مِنْ لَحْمِي لآنّي
ها هنا أشقى
ولا ألقَى الذي
يجعَل الرّاحةُ عنْواني
ويُعْطِيني قلِيلاً مِنْ ضِياء الرُّوحِ
يُعْطيني ، كما يُعْطِي لمَنْ يسرق جُهدي ـ
ما أحُبْ..
بعْدَ ساعاتٍ كما دَهْر أتَمّ الشُّغْلَ
أوْ أفناهُ ذاكَ الشّغْلُ
وانهارتْ قُوَاهْ
وهْوَ في جُوعٍ وفِي حُلْمٍ بأنْ
يجعَل الدّرْبَ الذي
يُوصِلُ نحْوَ البَيْتِ لا يعْصي خطاهْ لمْ يُحَرِّرْ خُطْوَةً واحدَةِ
عندما أسْقِطَ في دَوّامةٍ اللاوَعْيِ
وأستيْقظ ، لا يدْري متى استيقظ مذْعُورَا وقدْ
طَهّرتِ زوْجتُه الوجْه الذي أدْخِلَ في طَمْيٍ وبَلّتْ رِيقَهُ النّاشفَ
فامتدّتْ إلى قامتِها تُفْصحُ عن شُكْرٍ يداهْ

محمد عمار شعابنية
المتلوي في 27 سبتمبر 2021

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى