أمل الكردفاني- قروب العائلة- قصة قصيرة

_____
ملاحظة:(هذه القصة محض خيال ولا علاقة لها بأي عائلة أو شخصيات).
____


صوت صارخ ومزعج، حتى أنه أبعد الهاتف عن وجهه خوفاً من تطاير البصاق عليه:
- لماذا حظرتني في القروب أيها التافه؟
- يجب أن تتحدثي باحترام..
- وهل أنتَ بني آدم لكي أتحدث معك باحترام..
أجابها:
- ليس أنا..ولكنك لم تحترمي الباقين..لقد نقلتِ مشاكلك الشخصية إلى القروب..
- هذا قروب العائلة وليس لك الحق في حظري أو حظر أي شخص فيه أيها الكلب..
- أنا من أنشا القروب..
واغلق الخط بسرعة. قبل أن يتلقى اتصالاً آخر من أخته:
- جيد أنك حظرت هذه الحيزبون.. ارتاح الجميع منها..
- صحيح..
- تشتم عمتي على الملأء..
واتصال آخر من خاله:
- ماذا فعلت يا بني؟
ضاق من اللهجة الأبوية هذه فرد:
- أرجو أن تتفهم الأمر..
- أعدها فوراً..
- سأفكر في الأمر..
- قلت فوراً..
أغلق الخط وهمس:
- وأنت أيضاً سأحظرك من قروب العائلة.. آسف جداً..
وقبل الضغط على الحذف ورده اتصال من ابنة عمه:
- سأحاول اقناعها بأن تخفف من لهجتها الحادة يا سعيد..
- لا داعي لذلك..
قالت ابنة عمه:
- ما حدث سيؤثر على الروابط العائلية بيننا..
- ما حدث كان نتيجة لاضطراب تلك الروابط..
فصمتت وحينها انتهز الفرصة وأغلق الخط..
- يجب أن تكون نزيها..
قالت أمه؛ فقال:
- أنا مشغول الآن سأحدثك لاحقاً..
- ستحدثني الآن.. لماذا طردتها ستظن بأنني أنا من أمرتك بذلك..
- لن تظن ذلك..
- سأضطر للاعتذار لها عما بدر منك..
ثم اتصال من عمته:
- الكلبة.. ما فعلته كان ممتازاً حتى تعرف كم صبرنا عليها وعلى قرفها..
- شكراً يا عمتي..
- رغم أنهم يقولون لك أعدها لكنهم في قرارة انفسهم مسرورون مما فعلت..
واتصال آخر من ابن خالته:
- كان هذا مروعاً..
- لماذا؟
- ابنتها خطيبتي.. وأنت ابن خالتي.. قد تنتهي الخطوبة بسببك..
- هذا يعني أن علاقتك بابنتها لا ترقى لمستوى الزواج..
- لا تتفلسف.. أرجوك أعدها واعتذر..
- لا أعدك بشيء..
وأغلق الهاتف، ثم دخل إلى قروب العائلة فوجده مزدحماً بالرسائل، انقسم القروب إلى قسمين متنافرين يهاجمان بعضهما، وبدأ عدد أعضائه في التناقص واحداً بعد الآخر.. هناك أشخاص لم يسمع لهم حساً منذ إنشاء هذا القروب إلا اليوم.. شتموا وخرجوا..
في المساء وجدت طلبات انضمام من بعض الذين خرجوا فأعادهم..
- شكراً يا زعيم..
- يجب أن نكون عائلة متكاتفة..
- (....)..
- إيموجي زهرة وقلب وحذاء وقبضة لاكمة..
وجد طلباً من باقي الذين خرجوا فأضافهم، ثم وجد طلب إضافة من التي طردها، فقبل طلبها ودخلت إلى القروب وكتبت:
- شكراً على الإضافة..
لم ينبس بعدها أحد ببنت شفة بل سار كل شيء على ما يرام..

(تمت)

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى