رزيقة بوسواليم - "الإمزاد"* الطريق إلى روح امرأة من هناك

ـ1ـ
تورق على أكفها الأمطار
المرأة التي
تمدّ ساقيها في خرائب الرّوح
وتحاورُ الغابة بأعصابٍ تشغلها النَّار.
ـ2ـ
هنا
من أنا؟
سأعرف أنّني كلمات مبلّلة بالدَّمع
وكلّما علّقتُ حرفًا من جسدي على حبل الغسيل،
صار موجة،
فينفعل البحر بي
ويترك لي سمكًا كثيرًا بعيوني العسليّة.
ـ3ـ
كنت نافذة معطلّة عن الضّوء
تطلُّ على أمس معصب الرأس
بضمَّادة.
أنا الآن اليوم والأمس والغد معًا،
لا مسافة في روحي تقاس بالميل.
والمتنفسُ الباقي لي
بات غائبًا.
-4-
أسافر كتابة
وحين عودتي المضنية
عندي شغلٌ كثير، أرمِّم تشقّقات الماضي
في جداريّة الذّكريات.
-5-
على سبيل الهستيريا
أضحك كمن ﻻ تشبع،
أفكّكُ الخصر من الرقص الباكي،
كلّ رقصة نبض مبحوح
في جسد يحمل
تفاصيل عمليات جراحيّة
ما تزال مفتوحة.
-6-
أُحاكي الرَّمل تحت أرجلي،
يتباعد،
ينزلق من بين زوج الأحذية( السبور )
الضاغطة على فكرة الخوف،
أدخل صحراء الجفاف،
أوغل في حيرتي فيكَ يا ساعتي الرّمليّة.
-7-
لا أعرف من غرس النخلة تلك
لكنّها تشبه حنيني المصفح بالرّيح إليك؟
أين يختبئ العقم؟
لا أدرك جوابًا سوى ضحكات لقمر ما زال يسكنني.
-8-
أين محصول السنين المقاومة؟
أين نوار قلبي فوق هذه الأرض؟
الشِّعرُ واقفٌ على بابي ،
وأنا فسيلة الخطوة المتأنيّة.
ـ9ـ
أمشي ،
خيمتي بلا أضلع
ولا أتكئ إلَّا على ظلالي الطّويلة،
انتظاري يضمّني بعناق شديد،
وقبلتي التي ضاعت منّي طويلاً،
وجدتها مُقطّعة بسكين المخاتلة والضيم.
ـ10ـ
الرؤى تتوزّعُ خرائطي الشاقة،
وأنا في البحث
عن موسيقى (التيندي )
عن مواءات العذاب،
هذا اللّحن في
أضلعي يدقُّ أظافره،
يحفرُ طرقا مثلثة،
يعيق رجوعي إلى الذّكريات.
-11-
موسيقى ( التيندي )
أوديةٌ
تتاخمُ شفير القلب،
قوافلٌ
تموج مع حبّ ساخن،
ليالي تحترفُ الوجع
صهيل الأكفّ
تصفيقا لغناء جريح.
-12-
أنوح.. أنوح
(الإمزاد) الآلة الأنثى،
الطّريق الوحيد إلى الرّوح مغلق،
والبحر الذي تركته في كفّي البعيد
سرعان ما ملأته الطحالب بالتّناسل،
الصحراء أغنيتي الزاحفة
وأنا لا أريد غير خيلٍ على عمودي الفقري
الراحةُ من يدي سقطتْ
كأنّني دخلتُ الأبد
لأنمو بالغناء،
أو بعيون النّساء وهنّ يطلقنّ النّظرات
نحو الرّجال الزُرق،
هكذا أريد
أن أنمو في تربة الشِّعر
امرأة من لوزٍ وحمى.


- نص من حدائقك تشتعل بفواكهي /


* الإمزاد* آلة موسيقية تختص بها نساء الطوارق ومحرمة على الرجال.






1645700589500.png



1645700821516.png

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى