محمد حساين - غزوة تـَفُــــوك

بعد "انتصاره" على جيش شمس، وكان ذلك كما نعلم جميعا، باستعمال الحواجب العازلة السميكة بدل الغرابيل التقليدية على مستوى الدفاع، واستعمال القنابل العنعونية (أو العنعنية) التي تتلف البصر، على مستوى الهجوم وبعد تراجع الجنرال مشعاع وتخليه عن الممالك الشرقية التي ولد فيها وترعرع وبعد خطبة الفقيه أبوسكوري الشهيرة: "قضي الأمر، اليوم لا خمر ولا شمس ولا بدر" بدأ برنامج الغزاة يُنفذ بابا بابا وفصلا فصلا وفقرة فقرة وزنقة زنقة.
هكذا حصّن الأمير الآمر المكان بغلاف يخفي البلد عن أنظار العدو وأبطل العمل بالتوقيت العالمي الموحد وعاد للتوقيت القُطيطي، أي نقص ساعتين، كي يكون مختلفا مع الكافر مشعاع كذلك سمّى "شارع قُم"، الذي له علاقة بعدوه، "نهج نَم" وطلب من النساء قمع التهيج وعدم فتنة الرجال بالتبرج والتخرج وطلب من الرجال الاستنكاح قصد التناسل استعدادا ليوم تتفاخر فيه الأمم بديموغرافيتها.
استثب الأمر للقائد الصارم الدبوب، (قيل أنه صارم لأنه كان يقطع رأس من تشبه بأهل الذمة ومن ترك العِمّة من الأئمة وسمي بالدّبوب لأنه كان يدب في الظلام ليعدل بين زوجاته وجواريه وغلمانه وليتأكد من نوم النائمين ومن تسبيح القائمين).
كان لا بد من بصيص نور يجنبه، وهو المهتدى به، الارتطام بالأعمدة ويجنبه الوقوع في حفر الطريق، اقتنى بُرَيْكة أمريكية الصنع خليجية الغاز وقال لأتباعه أنها قبس من عند الذي نوره نور السماوات، فسار التائهون خلفه حامدين الله على نعمة الظلام التي أعطت لشرارة الدبوب كل هذا المجد.
لكن
هناك، في مدرسة سرية بدأ العالم أنور الحتمي يبيّن لطلبة أن اصفرار الزرع وموت العديد من الأشجار ناتج عن كثرة الظل الذي ترميه الأسوار التي تحجب الشمس عن الحقول وأنه يمكن التأكد من ذلك باختلاس النظر إلى مزارع المجاورين من الأعداء
وزّعت الصور واشتغل الأنترلايت وتكونت مجموعة تناضل من أجل رفع الحظر عن الشمس وحفرت في السور كوّات وتكونت مجموعة بدأت المقاومة واستمرت رغم ما لحق بها من ألقاب وعقاب.
تعددت المعارك والغزوات والكونطرغزوات وكانت آخرها غزوة "برق" التي انهزم فيها أمير الجماعة الملقب بأبي داجور. الغزوة معروفة ساعتها وأسلحتها وقوانينها وتفاصيلها الأخرى وحتميتها.


---
تفوك من تفوكت او تفوشت = الشمس (امازيغية)

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى