تواتيت نصرالدين - رسالة إلى وطن من كبرياء

ماذا أقول وأنا الغارق في تفاصيل الخرافة الطالعة من ودق
الزيف الّذي أفرزته سحب الضغينة وسنو يوسف العجاف ياوطني
لقد سرقوا منا الفرح الجميل وحولوا الطين إلى حمإ مسنون ممزوج
بدماء الأبرياء ؛ وصيروا نهارنا ليلا حالكا من الظلمات.
لقد دجا الخطب ياوطني عندما حكموا فينا من لا يرحمنا ويذود عن
عن حياضنا ورمونا خلف أسوار الحدود وفرقوا شملنا في أرض الشتات
واستباحو حرمة كل كبير وصغير.
ما ذا أقول يا وطني الضارب في عمق التاريخ والإنتماء ويامنارة المجد
المضيئة في دروب الحضارات الإنسانية وعبر مسارات الزمن.
لقد مزقتنا الحروب وتهنا في كل الثنايا والدروب ؛ وهدنا اليأس والقنوط
وأصبحنا لانعرف نهارنا من ليلنا لما آل إليه الحال ولكن دوام الحال من
المحال . فأنت الأكبر ياوطني وأنت العز والمجد والخلود وأنت الأكبر
من حلم السماسرة وقياصرة النفاق وأباطرة الخداع والخيانة
أنت الأشرف يا وطني شرف الصعيد الطاهر . فلن تموت يا وطني
ولن تقوم قيامتك أبد الدهر حتى تشهد تربتك قيامتهم وترفرف رايات مجدك
وأعلام نصرك من الحدود إلى الحدود ؛ وتشهد فرح الكادحين والثائرين من
أبنائك الغر الميامين وأحفاد الأسباط والصالحين.
سيشهد التاريخ ياوطني بأن جبروت الجبابرة لن يساوي قدر أنملة من كبريائك
وقدر قلامة من تضحيات الشرفاء ممن تعفرت جراحهم بتربتك الزكية.
سيدرك كلّ الذين تكالبوا عليك أنهم أضعف من نملة و صرصار ؛ وسيعيد
التاريخ نفسه وتتهاوى كل الأطماع على أسوار مدنك وتتلاشى كل المخططات
والنوايا مع طلوع فجرك الجديد . فألف تحية لك يا وطن الكبرياء.
**
نصرالدين

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى