محمد عارف مشّه - من أخبار مسعود البغل ــ قصة

هم الأطفال يلهون بطائراتهم الورقية .هي الدبابات العراقية قادمة من القدس باتجاه نابلس . الناس يخرجون فرحين يهتفون بحياة عبد الناصر . وهي الطائرات المعدنية تمزق ورق الأطفال . هي رأس تخرج من داخل الدبابة تطلق لعنة . الناس يهرعون خائفين . أحدهم يلقي بأحمد في ملجأ حفره أهل المخيم كخندق ترابي تحت الأرض . أحمد في حضن جندي من الجيش الأردني ، الجندي يتألم من جرح في ساقه ،الجندي يضغط على أسنانه و يشدّ أحمد إلى ساقه .

ما اسمك؟ يسأل الجندي الطفل

أحمد يجيب الطفل

ابني بعمرك واسمه أحمد في الكرك

الكرك ؟ سال الطفل وأضاف : وهل الكرك بعيدة عن اليهود .

ــــــــ 2 ـــــــــــ

تنتهي الغارة اليهودية . يخرج الناس من الملجأ . الجندي يحتضن بندقيته . الجندي يسير باتجاه الشرق .

هل ستذهب هكذا ؟ قال أحدهم موجها كلامه للجندي

نعم . أجاب الجندي

ولما لا تستبدل ثيابك وتخفي بندقيتك ؟ قال صوت آخر

ربما تراك طائرات اليهود قالت امرأة عجوز وأضافت استبدل ثيابك ياولدي

لا ، إنها شرفي يا أماه واشار إلى بندقيته . تابع الجندي سيره شرقا والعيون تتبعه إلى أن اختفى .

سنهاجر . قال صوت

إلى أين ؟

إلى الأردن

وهل الأردن بعيدة عن اليهود ؟

لدينا بنات ونساء إنهن شرفنا

والوطن أليس شرفنا ؟

سنهاجر . سأذهب إلى بيت عمي في الزرقاء

أهلي في إربد قالت صبية

ــــــــــ 3 ــــــــــــــ

الطيور تهاجر إلى الشرق . تتابع سيرها نحو بيارات الشعافي ، طفل يخرج صوتا من مؤخرته ؟ هي ( ظارطة ) قال رجل عجوز . جاءت غارة اخرى ، ألقت منشورات ورقية تدعو الهاربين إلى سرعة مغادرتهم الوطن إلى الأردن ، وهددت المنشورات بالويل والثبور لمن يتأخر .

ـ يومان ونعود قال صوت

هل أغلقت باب الدار جيدا يا فاطمة؟ قالها الزوج وهما في وادي الملح

أغلقتُ باب غرفتنا وباب الدار الخارجي والمفتاح معي . أجابت فاطمة .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى