عبدالعزيز فهمي - أدرب الذكريات على التذكر...

كنتُ طريقك الوحيد
صرتُ محطة مهجورة
لا ترتادها عيناك
لا من قريب
لا من بعيد
تعرج الكراسي فيها
تبكي كؤوس الشاي فراغا
تضحك الغربان من رقص الرمال
فوق الطاولات
وتحت الأقدام
الأسلاك الكهربائية تنز ظلاما
فلا أرى ما خطه القدر
في قعر الفنجان
لا أرى وديان السراب أمامي
تجري
ولا قوافل الأوهام
تنبت في خطوها الفصول
فتغني
كنت الطريق الوحيد
صرت وحدي
أعد مسافات البعد
أحصي متاهات القرب
أجس نبضي
هنا رجة شوق
هنا هزة قلق
هنا رقة فرح
هنا غنة نداء
هنا رقصة بوح
هنا بيدر حنين
وهنا أدرب الذكريات على التذكر
فأمني نفسي
طريقك ستجد طريقها
فتأتي...
طريقك لا طريق لها
فلا تبك
فإن أدت كل الطرق إلى روما
إليك لا توصل
ولا تؤدي
ما أقسى صمتك
ما أوجع الكلام في فمي
لا ينفع ولا يجدي....
عزيز فهمي/كندا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى