محمد آدم - قصائد مضادة (4)

قصائد مضادة (4)

42

من يفكك أمامي كل هذا الوجود الفارغ من النسيان والصخر
لكي أصل الي فكرة واحدة علي الأقل
من كل تلك الأفكار التي كانت تدور في ذهن الرب
وهو يصنع كل هذه العجلة اللانهائية
للسيارات البشرية
أو لكل هذه الفوضي اللاخلاقة
لأنطولوجيا الصفر
والواحد اللانهائي

43

تعالي اذن الي ياروحي
واجلسي معي علي الأرصفة
وفوق كل هذه المسامير التي تلعق الدم
وطوال النهار سوف نتأفف معا من كل هذه المقاعد الفارغة
للموتي
44

تعالي اذن
لكي نسير في شوارع اصفهان
وتبريز
لكي نفتش في كل تلك الاشعار المبعثرة
عن اخر ساعات فروخ فرخ زاد
أو البومة العمياء ل صادق هدايت
ربما نجد هناك محي الدين بن عربي
وهو يجلس علي دكته الطينية ويدون اخر الفتوحات المكية
وكيف لنا إن نقرأ فصوص الحكم
ونحن لمانزل في المدرسة الابتدائية لفريد الدين العطار
والسهروردي
اوووف
غدا سوف تشرق الشمس علي بحر أسن وتنزل معي ربما الي بحر أخر لكي تبلل نعليها بالماء

وهي تكشف عن ساقيها كعروس البحر المالح
لالشىء
الا لأنها وذات يوم شائك قد فقدت الذاكرة
وراحت تجوب العالم بلا غطاء للرأس
أو حتي عشبة وحيدة تلقي اليها بتعاليمها الكانطية
45

ارجوكم
ارجوكم
ان توقفوا عمل كل هذه الالات التي تعمل في الذاكرة
او هذا المذياع الذي يزعق في مؤخرة الرأس
ولا يكف أبدا عن الثرثرة
عن المعقول
واللامعقول
فوق مسرح العبث الكوني هذا
46

انا
أصرخ الي هذه العشبة أناء الليل وأطراف النهار
أن تنام الي جواري
أن تأتي وهي تجرجر خلفها كل ممتلكاتها الشخصية
واللاشخصية
لكي تجلس معي علي نفس المصطبة الارضية
لنشاهد معا وبكل مانملك من ضراوةالفصل الأخير في هذه المسرحية
لحظة الأعدام الاثيرة للجندي المجهول
الذي هو أنا بالأساس
وذلك بعد.أن فقد ساقه في الحرب
وقطعوا يديه بالسكاكين
47

أين أنتم يارواة الأحاديث الكذبة
وماهي أخر براءات اختراعاتكم
المدوية
48

اه
أنا أقصي ماأرغب فيه في الحقيقة فوق خشبة هذا المسرح الخرائي هذا
أن امتلك ايمانا حقيقيا بشيء ما
حتي ولو كان الحجر في ذاته
وسكينة بلا معرفة عن أي شىء خالص
ان اعثر أنا علي روحي الضالة
روحي التي هربت مني فوق المستنقعات والسكك
روحي التي صارت مثل فأرة
او فكرة مذبوحة
ولا تأتي الا في الليل والناس نيام
لتخبط علي الباب
وتقرفص علي الأرائك الاسمنتيةلشمسي الغاربة
وقمري المضمحل
وهي تقرأ لي القصيدة الاخيرة التي تركتها هيباتيا فوق أشلاء جسدها
وأحذية القساوسة
هناك تحت فنار الاسكندرية
وعلي مراي ومسمع من البحر الأبيض المتوسط

49

أين أنت ياأبانا الذي في السماء
او في جوف الأرض
هل سمعت بك الريح
هل رأتك تلك النملة الملونة العلجة التي تنام في المخيلة
هل دققت يوما ما في مثل هذا الألم الذي يمتد من الشرايين
ويقطع الأوردة
ويسكن في الدماغ
مثل اعمي
مشوه
أبكم
وأصم
وهو يأتي مع الأحلام في عز الليل
ويراود حتي الدببة الجائعة
والسحالي الصخابة
هل دققت في الحد الفاصل مابين العقل
او الجنون
مابين حقيقة الوعي أو اللاوعي
سماواتك غاصة بالافاعي
وفوق أرضك لاترعي سوي الصراصير
وفيالق العدم
والمليارت من البوم الازرق
علي شاشة التلفاز الاسود للعالم
من يعرف الطريق الي حيث يسكن النور
وعلي أية أرص بسطت مائدتك الضخمة هذه
والتي تغص بالجوعي
والمشردين
وأبناء السبيل من كل فج
عميق
50

ولمن كل هذه السفينة التي تقف هناك في الاعماق
ومن هو ربان هذه السفينة بالأساس
وفي أي ساعة ابحرت
ومن أي ميناء جاءت
والي أي ميناء سوف تذهب
في نقاوة الروح
تحت شمس الظهيرة
وفي قلب الليل
أهي هي سفينة الموتي
ام سفينة العجائز والمسنين
تلك السفينة التي سوف يركب فيها الكل وفي يوم ما
وفي يوم ما سوف يحمل الكل بقجته فوق ظهره
وبأمر من ربان تلك السفينة التي تشبه الحوت
سوف يغرق الكل في البحر
البحر الكبير الواسع
البحر الذي يبدأ من داخل الرحم اللاأنساني لهذا العالم
وينتهي عند بحيرة ساكنة
هادئة
وغير مألوفة
هي هي بحيرة الغرق
والموت

51
اركضي ايتها النوارس الحداثية
والمابعد حداثية
في كل اتجاه
صوتك يسمع من بعيد
هل ذهبت في يوم من الايام الي مدرسة تلبنت أبشيش الابتدائية
وجلست مثلي علي مقاعد الطين
والقش
وأكلت من الذرة الصفراء
وارغفة الجواميس
والشعير
وهل درت في يوم ما خلف الساقية المعطوبة
لشجرة الزنزلخت
وهل تورمت قدماك أو اجنحتك في عز الليل
او تحت شمس الظهيرة المنقولة
عن الجحيم
هل تراءت لك العفاريت وأنت تمسكين بالمحاريث
وتقدمين العلف للماشية في الزريبة
وعلي مرأي ومسمع من كلب اعور
او حمار رفاس
هل تعرفين أي شىء عن الماضي
والحاضر
او المستقبل
هل عندك ساعة حائط
او تذهبين الي زاوية لأداء صلاة الفجر
هل لديك فكرة عن الجنة
والجحيم
وماذا يعني الزمن لك بالأساس
هل انت قطعة خردة
أم عملة نقدية من عملات الرب التي لاتنتهي
والتي يلقي بها علي الطرقات كل يوم
هل تعرفين شيئا عن ألواح موسي
ومحفظ القران الضرير
هل ذهبت في يوم ما الي سوق الثلاثاءتحت شمس الظهيرة الحارقة
أو في عز البرد وأنت حافية القدمين
لتشتري حذاء اعرج
أو رغيف خبز ناشف
وهل جلست تحت شجرة سنط في عز الظهيرة الغاوية
وليس عليك غير قميص مقطوع
من كراكيب القطن
ووبر الحمير
وعصائب النخل المنقوعة في الخل
وأنت تحدقين الي السمك الميت
في كل تلك الترع الجوانية لقرية
من العجزة
والمعوقين
وماذا تركت خلفك أيتها الفراشات
قولي لي
وانا تركت هناك علي جدران المندرة
بضعة من الاحلام المفقوءة العينين
وقصيدة واحدة من أغاني الفلاحين
وكتبتها في ليلة شبه بائسة علي الجدران
الي ان راتني امي وانا أضع الألف
جنب كوز الذرة
وسنبلة القمح
وهي تقول لي
ماذا تفعل أبها المجاز
من سوف يقرا هذه القصائد؟
الم يكن الاولي بك ان تذهب الي الحقل
لتجمع حبات البامياء
او تأتينا بلحم طير
بدلا من كل هذه القصائد اللامجدية
عن فراشات اامنجنيز؟

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى