محمد آدم - إلى والت ويتمان

الي والت ويتمان


أنا كائن غريب ياوالت ويتمان
انت كتبت عن الديمقراطيات التي مزقوها اربااربا
وأنا اكتب عن سلة المهملات
أنت أخذت تبحث عن فراشة واثقة
تحت ضوء القمر
وأنا أخذت أجفف الشمس في علبة كبريت
أنت صنعت لنفسك طائرة ورقية
لتذهب بها الي المنافي
ومعتقلات الهنود الحمر
وأنا
ذهبت الي هناك
الي الربع الخالي لأقدم صلواتي الي اله الصحراوات العظيم
لا تذهب بعيدا عني ياوالت ويتمان
أرجوك
ولا تتركني هنا في العراء الطلقةأبحث عن انبوبة غاز
أو عن سيارة مركونة منذ ألف عام
الي جوار حائط المبكي
ربما
سنذهب معا وفي أخر الليل لنتسول حبة ارز ناشفة
أو ناسفة
من بائع خبز ضرير
أو عامل نظافة ينام عاي الأرصفة
ويتغطي بالوحل
والقمل
أو ربما سنسكن معا وفي قبو مغلف بالأراجيح
والخشب
الي ان ياتي طائر صغير
لنطعمه خبزنا الجاف
ولنقرأ عليه وفي عز الليل بعض القصائد
التي كنا قد كتبناها معا
عن الحرية الأنسانية
والعدل
عن المساواة
واللاعنصرية
لا
لن اتركك هناك لوحدك في مجاهل كاليفورنيا
ولا فوق مياه الباسيفيك
وربما سنأخذ معا بعض الدقيق والشعير
لنذهب الي أرض اخري
غير هذه الأرض
ونجلس معا تحت عشبة يابسة
كان قد نسيهاالمسيح منذ الف عام او اكثر
لنغني معا
أغنيتنا الأخيرة
عن أوراق العشب
ونشيد ادم
وغابة الحليب والفحم
ودرب البرابرة
ومتاهة الجسد
وبئر ايوب
في زمن البورصات العالمية
وعبدة رأس المال!!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى