منصف سلطاني - زمان جوزيفين

أومأت فأخذتني رعشة التّلبية إليها.. إلى معابثة جدائلها وافتكاك ناصيتها من الرّيح والتماعة عينيها من سناء البدر..هدأت فورتها قليلا وأشرعت رمشيها فأسرتني المقلتان الزّيتون .. صفت وجنتاها للون الورد.. كم هي محرقة أنفاسها ففي القرب منها خَدَرٌ بالجفون..وبعد حُضنين وعناق انفرطت جدائلها من بين أناملى افتكّت خصلاتها اتّجاهات الرّيح واهتزازات العدو تحت زخّات المطر الحنون.. لاحقت صوت ضحكاتها الطّائشة في أزقّة إشبيليا العتيقة تنيرها فوانيس الخجل الجدارية والحيطان داكنة ورجع صدى صوتها يُثمل أكثر فأكثر .. حتى ثَقُل البلاطُ تحت أقدامنا المترنّحة فاهتدينا إلى مصطبة الفوانيس الثلاثة .. تداعينا عليها ولبس كلّ منّا حضنه يبحث عن راحة المعنى في الآخر فانسحبت من عيوننا الأبعاد وظلّت قرعات القطر من حولنا تُنشينا.. أفقت على صوت آذان الفجر فتتالت على لسان أثقله النّوم والحلم تمتمات المغفرة والاستعاذة من إبليس.
منصف السلطاني.
  • Like
التفاعلات: هجيرة نسرين بن جدو

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى