عبدالعزيز فهمي - مهما تحضر تغبْ..

كل ابنِ أنثى وإن طالت سلامته
يوما على آلة حدباء محمول"

****

أودعني...
لا أحد كان معي
لا أحد طرق الباب
وانتظر
تمر الريح بكل الأركان
أركاني
يرقص الغبار
يغرد البلبل خارج الدار
داري
لا يسمعه أحد
فيبكي
كل شيء كائن
كل شيء غير كائن
كالظل
كالسراب
كالأمس
تكون حاضرا إنْ حضرت
تكون غائبا حين تغيب
لا تتذكرك العتبات
توجعها وطأة الأرجل
لا تتذكرك الأيام
يتلاعب بها الشروق والغروب
فتسأل
ولا من يُجيب...
أودعني...
لا أريد باقات الورود
لا أريد بقايا الدمع على الخدود
حلمت أن أعيد للحياة الحياة
دون أن أعرف ما الحياة
معضلة الأحلام
حقيقة الوهم...!
فكم حلمت
كم توهمت
فنطحت جدرانا من حجر
ولدت كما ولدت
مشيت
تمنيت
كافحت كالنمل
رقصت كالصراصير
أدركت
أني وحدي كنت
وأني وحدي لم أكن
الصاحبة لم تصاحبني
الأبناء انشغلوا بأبنائهم
والرفقة لم يترفقوا بي
كل واحد منهم
أخرج لسانه من فمه
وقال:
كان
لم يكن...
لذا أودعني
كي أراني وأراكم
قبل أن تكشر الآلة أنيابها
فلا يحق لي بعدها
أن أودعني
وأودعكم....
عزيز فهمي/كندا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى