د. محمد سعيد شحاتة - الطريق إلى المعنى

المعنى يهرب في جوف الريح
يسقط في الجب
أتطلع في شوق وترقب
أستدعيه بألفاظ شتى
قال الشيخ :
تضرع لله ..
فتضرعت …
اذبح شاة ..
فذبحت …
اركض في وهج الشمس
ركضت
اجلس في ظل النخلة ..
وارو القصة كاملة
فجلست
أشعلت بخورا
وقرأت طلاسم ..
رتلت نشيد الغربة
في جوف الليل
أشعلت النار بأعضائي
عانقت نجوما ..
وسألت جمادا ..
وتلوت تراتيل ..
تحدثت إلى الأشباح
وزرت السحرة والكهان
وعيونك ما زالت هاربة
في قاع الجب
ما زالت عارية
تبحث عن ثوب
تتدثر بالعزلة والغربة
قال الشيخ :
اسبح في النهر
واشرب من ماء النهر
فستأتي لتزورك
فسبحت
قال الشيخ :
اقرأ ورد الليل
ستأتي لتزورك
فقرأت
وعيونك ما زالت هاربة
أعلنت العصيان
فلاحقت خطاها
فتخفت في سحب الوهم
شممت الأنفاس ..
توارت بين اللذة واليأس
قال الشيخ :
الليلة شتوية …
والأمطار غزيرة
فاخرج في ثوب الشعراء
واخلع نعليك …
وتقدم ..
ألق عصاك
اخلع أثوابك كاملة
واجعل نفسك عارية ..
واستدع الريح ..،
وتطلع في الجب
تطلعت ..
فسقطت …
عانقت المعنى
وبكيت .
_____________
ديوان: ليالي الحلاج، مكتبة الآداب 2005م

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى