علي صالح المصري - حكايات القمر

وقف في الافق قمرا عاريا خلف سترة ضبابيه مقلمه بضوء خجول في السماء يحدثنا عن ذلك الليل الحزين الذي وثب على شاطئ طويل يحيك حبال سوءته بقتل اخيه النهار يحاول اقناع ابنته المشرقة بالبقاء معه. لتذوب بعناد على صفحة فضية حركتها امواج دافئة آتية من قبر ابيها . سويعات وتستأذن بالغوص في قلب المحيط تبحث عن صديقها المشرقة نودعها بشوق على امل ان تعود لنا بحكاية جديده عن صديقتها الجميلة وابيها المظلوم لا ندري في نهار اليوم الثاني لماذا تلسعنا الشمس بحرارتها .ونهرع الى الداخل ونحن نخفي حيرة عن غضبها .و نقرر في المساء ان نسأل القمر هل تدس لنا الدسائس عند صديقتها وسريعا ما ننسى حينما تظهر من جديد ونبتسم لرؤيتها بجسد اكبر واجمل. كالعادة يغرينا هدوءها وتخبرنا انها التقت بصديقتها الشمس في قعر المحيط وتقول لأجلنا قد اهدتها الشمس ذراع من النور حبا فينا. وفي كل ليلة تحكي لنا حكاية حزينة. نشاركها احزانها كل يوم ونتمنى للوقت ان يذهب سريعا ..كل ما يهمنا هو الاستمتاع بالحكاية و مؤانسة القمر الخجول .اعوام مضت وذات يوم بعد ان دفنت اخر اصدقائي عدت حزينا لكني لم اجد قمرا في تلك الليلة ولم اجد شمس في نهار اليوم التالي .وسالت من حولي هل ظهرت الشمس اليوم اريد ان اعترف لها بشيء هام . فضحكوا ساخرين وقالوا ليتها لم تطلع لقد كانت شمس محرقه وقاسية . ونامل ان تغرب ويأتي المساء بقمرة الجميل وحكاياتها الساحرة . ادركت حينها انني مع كل الصغار كنا نشارك في قتل النهار و نساهم في زيادة احزان ابنته المشرقة . وخرجت متخبطا الى فناء المنزل اصرخ في الافق ايتها الساحرة لقد سرقتي مني العمر بحكاياتك الكاذبة لقد اكتشفت كذبتك النهار لم يمت مظلوما ولا الليل سابق النهار . اغربي ايتها القمر الكاذبة .ولكن يأتي الجواب صدمه حينما سمعت قهقهات اطفال يقولون: انت تخاطب الشمس ايها الاعمى . وقفت حزينا ـ يالهي كيف اصبحت لا افرق بين القمر والشمس . ادركت انه لا داعي للحزن الآن فانا لم اكن في شبابي اميّــز الكذب من الصدق . كنت مهتم بالوهم وتركت الحقيقة .


تأليف / علي صالح المصري
28/10/2017م

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى