محمد آدم - كلهم ماتوا..

كلهم ماتوا
الذين كانوا معي في الصف الرابع الابتدائي
مدرس الفصل الذي كان يرتدي بذلته الصيفية حتي في البرد القارص
الشجرة التي كانت تقف في حوش المجرسة ونحن نردد النشيد الوطني لاامنا الارض
معلم القران الذي كتب علي سبورة الفصل بالطباشير ان الله ليس ثالث ثلاثة
وان اخناتون اول من اعلن عن الواحد الاحد
القطة التي كانت تسكن اعلي السطح وفي الليل تفرد ظهرها للقمر ولا تتسلل الي عقب الدار الا في ساعة الغسق
البقرة التي كانت تحلبها امي ليل نهار وتقول لنا انها هدية الرب
فلاح المحراث الاجير الذي سقط في البئر واخذ يهتف بحرية فأر اعمي
ياخائط الحوائط خطني
شجرة الجميز التي كنا نتسلقها اناء الليل وأطراف النهار من اجل ان نشم عين الكوثر
او نتقاتل مع الغربان
علي تفاحة مدودة
المرأة التي كانت تأتي الي بيتنا في الليل لتملأ جرتها بالماء وأنا انتظرها كل ليلة لانظر الي سرتها المدورة
وخرير الردفين الجهنميتين
وهي تضحك من فقه اللذة
وتترك لي علي الارض أكوانا من اللذة
وانا اترشح خلف اامائدة
وعلي السرير اتقلب مثل ورقة تعصف بها الريح
في انتظار ان اضع يدي فقط علي مؤخرتها التي تشبه الذهب الخالص
وتغص باللذة
امي التي لم تكف يوما عن البكاء من اجل ابن جارتنا الذي ذهب الي حرب الاستنزاف ولم يعد حتي وجدوا امه قد دخلت الي مقابر القرية لتفتش عنه بين كافة الجماجم
وعظام الركب
الحمار الذي كنا نركبه صباح مساء من اجل ان نذهب الي سوق الاثتين لنتشري التين والزيتون
ونستمع الي صناجات الغجر الرحل
كراسات الفصل التي كنا ندون فوقها حساب المثلثات
والمربعات
واغنية توت عنخ امون الاخيرة
حتي مزامير داود
الان ذهبت المدرسة الابتدائية الي القبر
ووقف معلم التاريخ والجغرافيا
يحكي لنا عن فرسة النهر
وعاهرة بابل المقدسة
وكيف ان اشور بانيبال قد غرق هو الاخر
تحت حدائق بابل المعلقة
وماعاد هناك صنج ليرن
سوي عن هيباتيا
وامراة اوريا ااحتي
وكيف استطاع النبي داود
ان يدخل الي كعبتها المقدسة
بلا خيط رفيع من الدم
او ورقة مكتوبة علي حائط المبكي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى