علي البدر - زجاجٌ مُعتَم

- صُوَرُكَ تملأ الصحف وأنت في بداياتك.
- تفاؤلكِ أحبه. يوقد ناراً وسط ناري..
- طموحُكَ!
- مابه يا زوجتي؟
- قد ينهيكَ أو.. يقتلك.
- غريب. كلام لمْ أسمعْهُ منكِ.
- أخاف عليك من الفشل والإحباط. أراك حائرًا وربما تائهًا وأنت وسط طوق بشري يحميك وخدم يصعب عدهم يداريك وسيلُ أموالٍ جارفٍ وأنتَ....
- أكملي. كلامٌ في عينيكِ لن تقوليه.
- لا تعرفكَ شوارعُ المدينة ولا ناسَها. ماذا ستفعل في أيامك القادمة؟غادرت العراق وأنت يافع لا تفهم من الحياة شيئا، لترجع وبقدرة قادر تصبح وزيرا ورغم ذلك....
- الآن فهمت سبب تشاؤمكِ. إن لم أفُزْ ثانيةً، وهذا مستحيل، نَشُدُّ رحالنا من حيث أتينا. وطني الذي أقسمت على الوفاء إليه بانتظاري.
- لقد تعودتُ العيش هنا. طفولتي كانت هنا ولابد من إعادة حساباتك. لا أريد الخسارة. لابد أن تعيش بين الناس وتفهم معاناتهم ليكون القادم كما نريد. ألم تلاحظ "أبو محمد" وهو من اعز أصدقائنا، يصر على استعمال سيارته الخاصة ليبدو أنه واحد من أفراد الشعب.
- مستحيل. يمضي الوقت وأنا مشغول في توقيع الكتب الرسمية التي أتحمل مسؤوليتها كوزير لوزارة مهمة كما تعلمين.
- وأنتَ في سيارتك. أنظر إلى الناس على الأقل يا ... معالي الوزير! لن تكون وزيرًا ثانية أبداً.
- تشاؤمك يقتلني. الناس.. الناس.. للمرة الألف أكررها. وها أنا أعيدها ولآخر مرة. أفهمتِ؟ لآخر مرة. لماذا تتغابين يا زوجتي العزيزة؟
- ماذا؟ ألهذه الدرجة من الغرور واللامبالاة وصلت بك الأمور؟
- مغرور! أنا مغرور ! ألا تعرفين أنني لا أستطيع رؤية الناس، رؤية الشعب، كما تسميهم. كيف أراهم وزجاجُ سيّارتي مُعْتَمٌ؟؟

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى