علي البدر - شلون بيبي.. خبز ما عدنه؟

لحظاتٌ متسارعةٌ تمر وربما من أجمل وأسعد اللحظات
سحبني برفق أول مرة تلتها سحبات لافتة. إنحنيت قليلًا. إصرارًا ممزوجًا بتوسل أثار استغرابنا، لمحته على وجهه.
-
ببيبيتي تسلم عليكم عمو وتريدكم . اليوم غدانه سمج. فدوه عمو. حبوبي عمو لازم تجونّ.
والذي زاد استغرابي إعادة توسلاته باللهجة الخليجية وكأنه سعودي أو إماراتي أو كويتي أو بحراني وكنت متأكدًا أن مثل هذا الموقف سيحصل عندما طلبت من صديقي البصراوى مغادرة الكورنيش لزيارة بعض المناطق الشعبية. ويبدو أن الوقت قد حان. وكان لابد لي من الموافقة، لنتأكد على الأقل ان طبيعة البصراوي واحدة مهما اختلفت الأماكن. في شارع ساحلي ممتد يمتزج به عطاء البصريين وودهم مع ابتسامات القادمين، أو في محلة شعبية يجاهد فيها الإنسان من أجل قوت يومه.
وجهٌ رُسِمتْ عليه التجاعيدَ السنون وظَهْرٌ مقوسٌ ويدٌ مرتعشة. نادته فجاء مهرولًا. فتحتْ عقدة فوطتها وناولته ألف دينار لشراء البرتقال. ذهب مسرعا بينما ملأت را ئحة السمك المشوي التي جلسنا فيها أرجاء الغرفة
-
وماذا تعملين يا خالة. صمتت ولم تجيب. أيقنتُ حالاً لمحة استغراب على وجهها لعدم رؤيتي لكيس النايلون المليء بقناني البلاسك المستعملة والمركون عند مدخل الغرفة. نادت وبهدوء : يازينب. أين أنت يازينب! لقد تأخر أخوك. هل تستحق بعض البرتقالات هذا التأخير؟
-
شلون بيبي؟ خبز ما عدنه. خبز ما عدنه!
-
إذهبي فورا وأخبريه أن يرجع البرتقال ويشتري خبزًا بدله.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى