سعدي يوسف - شفشاون

من "رأس الماءِ"
بشفشاون...
من أوّل "رأس الماءِ"
يُبقبقُ رأسُ المالِ،
صغيرا
وفقيرا
لكنّكَ تعرفهُ،
تعرفُ رأسَ المالِ
دكاكينَ تبيعُ شبابيكَ وأبوابا مُصطبغاتٍ بالأزرقِ
ما جاء به الأندلسيّون زمانا صار بضائعَ كاذبةً:
أبوابا ليست أبواباً
وشبابيك مطهّمةً ليست بشبابيكَ
وثمَّ جلابيبُ
وأنصافُ جلابيبَ
وأثوابٌ
لكن من صوف مغشوش ذي ألوانٍ تنصُلُ بعد سويعاتٍ
أو تحت المطر المُتقطّعِ
أو تحت رذاذ من "رأس الماءِ"...
وشفشاونُ لا تعرفُ من أيّ مكانٍ تبدأُ شفشاونُ:
...................................................................................
...................................................................................
هل تبداُ ممّا يُسمّى "القصْبة"؟
أو ممّا كان جدارا أو برجا من طين أحمرَ؟
هل تبدأُ من ساحتها المكتظّة بالسوّاحِ؟
من صيحات المُحتالينَ؟
من درْجات سلالمَ ظلّت تتآكلُ والأعوامَ؟
من مطعم أسماكٍ دون نبيذٍ؟
من صحن العدس المجانيِّ؟
هل تبدأُ ممّا لا تذكرهُ شفشاونُ:
أشجارِ المرتفات
وجبنِ الماعزِ؟
والعوسجِ محمولاً فوق ظهور النّسوةِ؟
والطّيرِ العابرِ
واللّقلقِ يبني فُندقهُ...
هل تبدأُ ممّا أذكرُهُ منها:
قلعةِ أحرارٍ جابوا الصّخر بوادِ؟
أعلى