السي حاميد اليوسفي - ألم تحت الحزام

كلما تقدم عبد السلام في العمر أصبح أكثر رغبة في ممارسة الجنس. اكتشف بأن زوجته عندما تجاوزت سن الستين بدأت هذه الرغبة تموت عندها. وأصبحت أكثر تمنعا من نساء صقلية. ليميل بها إلى الفراش عليه أن يُخرج الجمل من سُمّ الإبرة.. يخرجان ويتجولان في الشارع العام.. يجلسان في المقهى.. يتناولان العشاء في مطعم شعبي.. يقدم لها عطرها المفضل كهدية.. كأنه ينفخ في رماد مبلل بالماء. في الفراش ستنفر منه، ولا تبدي أية رغبة في أن يداعبها. الآن بدأ يفهم لماذا لجأ جده إلى الزواج من ثلاث نساء.
سمع مومسا في شريط فيديو، تنصح الرجل الذي تنفر منه زوجته في الفراش بأن يهدأ:
ـ لا داعي لأن تقلق، أو تستعمل العنف الجسدي. في هذه الحالة يمكن أن تتقدم بشكوى ضدك إلى القاضي، فيعمل له قضية اغتصاب. عليك أن تتصرف بحكمة. تمة ثغرة في المعاملات لا يعاقب عليها القانون. يكفي أن تعلن عليها حربا نفسية. تضربها بالحديث عن رغبتك في الزواج من امرأة أخرى!
هذه المومس لا تعلم بأن نساء العمارة يجتمعن في الساحة، ويتبادلن الخبرات والتجارب منذ سنوات. وبعضهن يشتغل لحساب بعض المحامين.
عبد السلام يحب زوجته، ويحفظ حق العشرة، لكنه لا يستطيع كبح رغبته في الجنس، لأنه ليس قيس بن الملوح*. وهذه الشيطانة قد تدفعه إلى أن يذهب ضحية جريمة قتل.
هذا الزمن أصبح أكثر تعقيدا. الناس لم تعد تطيق تحمل الإهانات، والضرب من تحت الحزام.
ـ ومن قال لك بأن زوجتك إذا هددتها بالزواج من امرأة أخرى لن تحمل سكينا وتذبحك، وأنت نائم.
ـ عليك الاّ تلعب بالنار. العالم أصبح مجنونا. كل شيء أصبح ممكنا. المرأة تتزوج من المرأة، والرجل يتزوج من الرجل. إذن ما الغرابة في أن تحمل زوجتك سكينا وتذبحك؟!


الهامش:
ـ قيس بن الملوح : شاعر عاش في العصر الأموي من رواد مدرسة الغزل العذري، واشتهر بحب ابنة عمه ليلى، حتى لُقب بالمجنون.


مراكش في 20 يونيو 2023
Écrire à حاميد اليوسفي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى