سمر لاشين - ضع الكَلام على لِساني

ضع الكَلام على لِساني واختر منهُ ما شئتْ؛ لأقولهُ
فإنِّي والله "غشيمةٌ" في الحبِّ
قد تُفسد الحِجارة والعفشُ-في حديثي- ما فاضَ به قلبي من عذوبةٍ وعشقٍ لكَ.
ما الذي تفعلهُ امرأةٌ لا تُجيد تشذيب ألفاظها؛ فتخرج ناعمةً أحيانًا، وحادةً وجارحةً أحيانًا أخرى؟
ما الذي تفعلهُ كي يستمر في حبها؟
كي يصمد و يُحبها وحدها ؟
حتى لا تأتي امرأةٌ أخرى ناعمةُ الكلام -"يابختها"-، وتصرف بكلامها اللَّين قلبهُ عنها.
كيف يمكن أنْ يفهم أنَّها تقصد أحبُّكَ،
حين تدخل مباشرةً في الكلام، دون قول مرحبًا أو صباح أو مساء الخير
دون أنْ ترسل له وردةً في الصَّباحِ أو قُبلةً في المساءِ.
دون أنْ تشعرهُ -"بنت الناس الطيبين"- بالقليل من أنوثتها.
تريد أنْ تخبره أنَّه صُدفتها الأحلى على الإطلاقِ
لكنَّها لا تعرف كيف تقول ذلك،
دون أن يجرحهُ الطَّريق إلى بيتِ أبيها، بسكاكينهُ ونبابيتهُ التي تجرجرها وراءَها
في كلَّ حديثٍ معهُ.
كيف لا تعني قولها :
" أنكَ نادرٌ كالكبريتِ الأحمر ، وجنيٌّ أكثر من العفريتِ الأزرق" أحبكَ ؟
حين قالتها، ظنتْ أنَّه فهمها
فهم أنَّها تحبهُ مثل "ننْ عينها"
مثل النِّعم العظيمة التي تُمنح للأنبياء فقط.
امرأةٌ لا تعرف الفرق بين (احتوشتنا / استوحشتنا)
مع أنَّها تملك من الاحتواء والوحشة ما يجعلها تفرق بينهما -لكنها عن طيبِ خاطرٍ تترك لهُ حق التَّأويل
فيقول :
احتوشتنا، يعني أحاط بنا من كلِّ جانبٍ لدرجةِ حاشتنا عن الناس وهي في الأمور "السيئة "
استوحشتنا، يعني غارتْ علينا وحوش الغربةِ والوحدة والشوق وتمكنت منا وهي في الأمور " السيئة أيضًا"
الاحتواش والوحشة لا خير فيهما.
تقول: لقد احتوشتني يا رجل واستوحشتني معا
ماذا أفعل معك الآن ؟
يضحك - ضحكتهُ التي تفتح غابة من غزلانِ الفرح أمامها- ويمضي خفيفًا
يتركها خلفهُ ، تمضغ حجارتها وحدها
وتسب كلَّ النساءِ ناعمات الكلام اللائي صرنَ له فراشات، وتركنَ كلَّ الحجارة لها .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى