ثناء درويش - نهاية

انتهتِ الحكايهْ
فاسترحْ يا قلبي من لَجَبِ الترقّبِ والحنينْ
واغلقْ شبابيكَ التلفّت نحو أمسٍ من جنونْ
ما عاد هذا الحبرُ ماءَ الشهوةِ
ولا الدفاترَ كالمطايا
انتهتِ الحكايهْ
فاقنع بأنّ حصادَك مما زرعتَ هو الفراغُ
في انعكاساتِ المرايا
حتى البيارق نكّستْ أوهامَها
من ذا يفوزُ بلعبةٍ تلهو بنا
وتحيلنا رقماً بعدّاد السنينْ؟

طفلاً بداخلِ صَدفةٍ ألقى بك اليمُّ إلى شطّ الحياه
فإذا النوارسُ تحتفي بقدومكَ
وتحيلُ فوضى البحر رتماً وانتباهْ
وترفّ حول المهدِ في شبه صلاهْ
لتزقّك الحبّ لُباناً أنت الذي سمّتك ابناً للمياهْ

شبّ الصبيّ على الرمالِ كالنخيلِ
يبني ويهدم والخيالُ له مجالْ
من أمّك ومن أبوك يا لقيطُ؟
من ذا يجيبُ على السؤالْ؟
والبحر يبتلعُ الإجاباتِ الكسيحةَ كلّها
ويقهقهُ من هولِ معرفةٍ قد أعجزت فقهَ النُّحاةْ
فيما الغريقُ في عماه فرحاً بأطواقِ النجاةْ

هي ذي النهايهْ
فعد لتيكَ الصدفةِ واغلقْ عليك البابْ
"ماكرٌ هذا الوجود....."
صه.. أراك تجتازُ الحدودْ
وبعدُ ما تمّ الكتابْ
من خوّلك بالعشقِ هتكاً للحجابْ؟
قد قالها يوماً غريب:
"لو يعقلُ جميعُ من كان عليها ستخربُ"
فالعمى في التيهِ أصلاً للحكايةْ

26/7/2023

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى