ميمون حِرش - سيرة النملة

أصدرت النملة كتابها الأول، خصته لسيرتها الذاتية، وما إنِ انتشر وراج بين الحيوانات حتى اختلف ابن آوى والغزالة على فقرة من هذه السيرة، فتخاصما، كل واحد منهما ينتصر لفهمه، ويعمل جاهداً لكسب عموم الحيوانات لصفه.
جاء في فقرة من سيرة النملة ما يلي :
" العمل عبادة، ورغم أني أتعب كثيراً فإني لا أرتاح أبداً...".
الغزالة ترى أن الراحة المقصودة هي في مداومة العمل، والاستمرار فيه، رغم صعوبته، في حين يرى ابن آوى أن الراحة في الكسل لا في العمل، لذا فالنملة لا ترتاح حين تعمل، ولو كانت كسولة لنالت نصيبها من الراحة". هما رأيان مختلفان ،كان لابد لهما من ثالث أو أكثر لحسمِ الأمر بينهما ، سيما وأنهما ، في كل لقاء في الغابة مع الحيوانات، يتنابزان بالألقاب ، ويشتم بعضهما الآخر، ويعيره بالمغفل الذي لا يفهم.

القرد الذي نصب نفسه محامياً، في حضور الحيوانات، حين يرى ابن آوى والغزالة يقول متهكماً :
" جاء الحبيبان الضريران "
حين سألته الأرنب عن قصده ، أجاب :

" ضرير من لا يفهم قصد النملة بقولها بـِ" العمل عبادة ".
لفض النزاع بين الغزالة وابن آوى والذي أفضى إلى حالة من النفور، والفوضى داخل الغابة، اقترح الحمار أن يسألوا صاحبة الشأن، إلاّ أن النملة التي ساءها اختلاف ابن آوى والغزالة على ما جاء في بعض من سيرتها، لم يصدر عنها أي رد ، اكتفتْ فقط بقولها :
" لا وقت لدي، أنا أعمل ".
ظل ابن آوى والغزالة في حيرة،
وعاشت الحيوانات ظروفاً صعبة بسبب نزاع غير مفهوم، سببه سوء فهم فقرة عن "العمل" في سيرة النملة.. هل هو عبادة أم لا؟

الحيوانات في الغابة، بسبب هذه الحكاية، فريقان :
فريق يعمل، وفريق لا يعمل،
تعطلت أغراض الحيوانات، وانتشرت الفوضى،
الأسد علم بالقصة، وساءه ما آلت إليه الغابة من تشرذم بسبب الغزالة وابن آوى، مما جعله يستدعي في ناديه المتخاصميْن، وبحضور الحيوانات كافة، قال لهما وهو يزأر :

  • في ظرف يوميْن ، حفاظاً على حياتكما، ستعيدان قراءة سيرة النملة ، وتقدمان تلخيصاً مختصراً عنها، وفي حال وجدتُ اختلافاً واحداً في الفهم ،بينكما، فإن المصير هو الافتراس ، في حفل بهيج تحضره الحيوانات كافة.
تنقضي المهلة، ويقرأ الأسد في مسودة الغزالة قولها :
"العمل عبادة"
وفي مسودة ابن آوى:

"العمل عبادة"
المفاجأة أنهما سلّما للأسد مع التلخيص عقد قرانهما، مع دعوةٍ لمباركة زواجهما.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى