مصطفى المعداوي - أنشودة للبلد الأخضر "قصيدة"

بلد الكفاح ومعقل الأحرار في الصبح الجديد
يترنم السمار في أسحاره ببهاء عيد
عانقت فيه صبابتي وشهدت بعث نشيدي
وصنت روضة شاعر غذيتها من وجودي
فسبحت خلف فراشة ألهو وأرتع كالوليد
كالحالم النشوان يرفل في وشاح من ردود
كالزهرة الجذلى وقد علت القدود بكل جيد
كالبسمة البيضاء تقدمها ألحان هدايا عيد
آمنت يا أرضي بخصبك في السواحل والنجود
لن يستبيحك غاصب، أفديك بالدم، بالوجود

بلدي غرستك أزمنا فجاك غيري سوسنا
وحملت فأسي حافرا تلك البقاع وها هنا
وشدوت للنجد الغضوب على ابتسام المنحنى
وأجلو الظلال صفائحا بيضاء تضمخ بالسنى
أجنوا وأحصد في الحقول سنابلا بيضا لنا
وأظل أعصر في رباك لينتشي غيري أنا

آمنت يا أرضي ولو ملآ الرماد معاجري
بالسوط يلفح أضلعي فيهيج فيض مشاعري
بالواحة الخضراء ترقص للنشيد الثائر
بالصيحة البكر التي هزت سرير مقامر
أرسلتها بين الرفاق ضراوة من كاسر:

لا لم أعد يا سيدي أقوى على مسح الحذاء
لا لم يعد هذا القطيع بذيله «يشكو» ثغاء !

يا صيحة التحرير نرسلها تجلجل في الفضاء
سيري رعتك قلوبنا أنا على عهد الوفاء
سيري على نغماتنا وغدا سيجعلنا اللقاء

آمنت بالفلاح في الريف المكلل بالبشائر
تتعانق الأمجاد في محراثه برضا المقادر
بالعامل الوثاب يصنع بانتفاضته المصائر

عودي لنا يا لحظة العز المضمخ بالأزاهر
أنا لننتظر انطلاقك من هضابات الجزائر


دعوة الحق
16 العدد
أعلى