كاظم حسن سعيد - بعد ربع قرن وفي اللحظة الاخيرة... قصة

حين دنا منها وهي تستقر على دكة خشبية وتتكيء على كيسين من الرز كاد يغشى عليها فبردت يداها وتهاوتا في حجرها , انها ارتعاشة الهيمنة لا تشابه سقوط طير في كمين لان الاجنحة سترفرف , هي قبضة الغريزة على الكيان الانثوي في لحظة مباغتة.
نظر من شباك صغير , حسنا , انهم يغفون في هذه الظهيرة الجحيم.
وبخرس كلي شدها اليه بلحظات خاطفة وسعير سيظل حيا لسنوات في اعمق روحيهما.
مع البراعم الاولى لمراهقته جس انوثتها تحت ظلال السعف وبهجة ازهار الجهنمي.
العيون السود العميقة البارقة ان حدقت والنعسى ابدا , وبحة الصوت التي تذيب النساك , هي القروية التي لم تخط الحياة في سجل روحها سوى حروف الهجاء.
كان ربع قرن يكفي ليدفع تلك الذكريات عميقة الغور الى التثلج.
هي الان وصغيرها اليحبو اتت بها امواج الصدف الى بيته ليمكثوا شهرين.
فقال في نفسه ( خيوط محكمة لشبكة ), وتحرك المغزل الخفي.
بعد شهر وقد انهكه الجري المعمق كانت تقف خلف ستارة وقت الغروب وتمد رأسها خارجها لتستطلع كأبة الزق الذي تثلجت فيه الحركة البشرية , وحين اقترب منها شعرت به فادارت له رقبتها وحصدت منه قبلة خاطفة .

( انت تدري ان اية امراة لا تقاوم مطاردا مصرا , لكني خارج هذا الافتراض ) .
في اخر يوم وقد حزموا حقائبهم ولم يتبق غير ربع ساعة على الرحيل , كان حزينا يمكث في غرفته العلية , فرآها تخطو نحوه مترددة تعصر راحتيها بتوتر وهي في غاية الاناقة والخجل ... فجأة اقتحمت الغرفة والصقته في الحائط واحتلته تماما في عناق ابدي وخطت نحو السلم بصمت .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى