محمد إسعاف النشاشيبي - نقل الأديب

471 - المرأة

(الكلم الروحانية): سئل الفيلسوف سيافيدس السكيت عن المرأة فقال: همُّ الرجل، سرّ لا يوصف، سبع معاشر، لبوة في شعارك، أفعى مستورة بالثياب، حربٌ لا سِلمَ معها، راقدة تنبهك، حزن دائم، هلاك السخيف، آلة الفحشاء، غول إنسية، آلة لبقاء الصورة.

472 - هذا المصير. . .

حضر الفقيه الشاعر ابن أبي الصقر الواسطي عزاء صغير، وهو يرتعش من الكبر. فتغامز عليه الحاضرون: كيف مات الصغير وبقي هذا الشيخ في هذه السن؟ فقال:

إذا دخل الشيخ بين الشباب ... عزاءً وقد مات طفلٌ صغير
رأيتَ اعتراضاً على الله إذْ ... توفى الصغير وعاش الكبير
فقل لابن شهر وقل لابن ألف ... وما بين ذلك: هذا المصيرُ

473 - أطعمة الكسكسون

نفح الطيب: قال القاضي محمد القرشي المقري: حكى لي القاسم ابن محمد اليمني مدرس دمشق ومفتيها أنه قال له شيخ صالح برباط الخليل (عليه السلام): نزل بي مغربي فمرض حتى طال على أمره فدعوت الله أن يفرّج عني وعنه بموت أو صحة. . . فرأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) في المنام فقال: أطعمه الكسكسون - قال يقوله هكذا بالنون - فصنعتُه له فكأنما جعلتُ له فيه الشفاء. وكان أبو القاسم يقول فيه كذلك، ويخالف الناس في حذف النون من هذا الاسم، ويقول: لا أعدل عن لفظ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ووجهُ هذا من الطبّ أن هذا الطعام مما يعتاده المغاربة ويشتهونه على كثرة استعمالهم له، فربما نبه منه شهوة، أو رده إلى عادة.

474 - بين خالد الكاتب ومليح فطن

- ما آن أن يرحمني قلبك؟!

- لا.

- حتى متى يلعب بي لبك؟!

- إلى آخر الدهر. . .

- لا أعدم الله فؤادي الهوى!

- آمين!

- يوماً ولا جربه قلبك!

- قد تقبل الله ذلك

- إن كان ربي قد قضى بالضنى!

- ماذا يكون؟

- وشدة الحب فما ذنبك؟

- سل نفسك. . .

475 - صدقك والله أعجب إليّ

(الأغاني): قال الرشيد يوماً لأبي حفص عمر الشطرنجي: يا حبيبي، لقد أحسنت ما شئت في بيتين قلتهما، قلت: ما هما يا سيدي، فمن شرفهما استحسانك لهما، فقال: قولك:

لم ألق ذا شجن يبوح بحبه ... إلا حسبتكِ ذلك المحبوبا
حذراً عليك وإنني بك واثق ... ألاّ ينالَ سواي منك نصيبا

فقلت: يا أمير المؤمنين؛ ليسا لي، هما للعباس بن الأحنف، فقال: صدقُك (والله) أعجب إليّ

محمد بن الجهم البرمكي: رأيت أبا حفص الشطرنجي الشاعر فرأيت منه إنساناً يلهيك حضوره عن كل غائب، وتسليك مجالسته عن هجوم المصائب. قربه عُرس، وحديثه أُنس، جده لعب، ولعبه جد. ديّن ماجد، إن لبسته على ظاهره لبست موموقاً لا تمّله، وإن تتبعه لتستبطن خبرته، وقفت على مروءة لا تطور الفواحش بجنباتها، وكان ما علمته أقل ما فيه الشعر

476 - أفسر آية من القرآن

(مفاتيح الغيب): روى أن عمر بن الحسام كان يقرأ كتاب المجسطي على عمر الأبهري.

فقال بعض الفقهاء يوماً: ما الذي تقرءونه؟ فقال: أُفسِّر آية من القرآن، وهي قوله تعالى: (أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها) فأنا أفسِّر كيفية بنيانها

ولقد صدق الأبهري فيما قال، فإن كل من كان أكثر توغلاً في بحار مخلوقات الله كان أكثر علماً بجلال الله وعظمته.

477 - النبع يقرع بعضه بعضاً

مجمع الأمثال: هذا المثل: (النبع يقرع بعضه بعضاً) يروي لزياد، قاله في نفسه وفي معاوية؛ وذلك أن زياداً كان على البصرة، وكان المغيرة بن شعبة على الكوفة، فتوفى بها. فخاف زياد أن يولى مكانه عبد الله بن عامر، وكان زياد لذلك كارهاً. فكتب إلى معاوية يخبره بوفاة المغيرة ويشير عليه بتولية الضحاك ابن قيس مكانه، ففطن له معاوية فكتب إليه: (قد فهمت كتابك فليُفرخ روعك أبا المغيرة، لسنا نستعمل ابن عامر على الكوفة وقد ضممناها إليك مع البصرة).

فلما ورد على زياد كتابه قال: (النبع يقرع بعضه بعضا). فذهبت كلمته مثلاً. يضرب للمتكافئين في الدهاء والمكر.



مجلة الرسالة - العدد 317
بتاريخ: 31 - 07 - 1939

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى