محمد إسعاف النشاشيبي - نقل الأديب

509 - أما هذه فنعم

في (معجم البلدان) لياقوت

قال حفص ين عمر الأردبيلي: جلس سعيد بن عمر البرذعي في منزله، وأغلق بابه، وقال: ما أحدّث الناس؛ فإن الناس قد تغيروا. فاستعان عليه أصحاب الحديث بمحمد بن مسلم بن واره الرازي، فدخل عليه، وسأله أن يحدثهم، فقال: ما أفعل

فقال: بحقي عليك إلا حدثتهم

فقال: وأي حق لك علي؟

فقال: أخذت يوماً بركابك

فقال: فضيت حقاً لله عليك، وليس لك علي حق

فقال: إن قوماً اغتابوك فرددت عنك

فقال: هذا أيضاً يلزمك لجماعة المسلمين

قال: فإني عبرت بك يوماً في ضيعتك، فتعلقت بي إلى طعامك، فأدخلت على قلبك سروراً

فقال: أما هذه فنعم. فأجابه إلى ما أراد

510 - وأين ذاك الواحد

في (شرح المقامات) للشريشي:

كتب بعض وزراء ابن عباد يتسخط الإخوان هذا البيت:

وإذا صفا لك من زمانك واحد ... فهو المراد، وأين ذاك الواحد؟

فوقع في الكتاب: (وأين ذاك الواحد. صحف تعرف) فلما قرأه طار شروراُ. ومثل بالبساط، فلثمه بين يديه. وإنما صحف (وأين) فجاء منه (وأنت) فرد عليه من كلامه أبلغ جواب

511 - خذ معها. . .

في (تاريخ بغداد) للخطيب:

أبو بكر الصولي: قال محمد بن زكريا: حضرت مجلساً فيه عبيد الله بن محمد بن عائشة التيمي، وفيه جعفر بن القاسم الهاشمي. فقال جعفر لابن عائشة: ههنا آية نزلت في بني هاشم خصوصاً وهي: (وإنه لَذِكْرُ لك ولقومك) فقال له ابن عائشة: قومه قريش، وهي لنا معكم، قال جعفر: بل هي لنا خصوصاً

قال: فخذ معها (وكذِّب به قومك، وهو الحق) فشكت جعفر فلم يحر جواباً

512 - الفاكهة واللحم

في (مفاتيح الغيب) تفسير الرازي:

(وفاكهة مما يتخيرون، ولحم طير مما يشتهون) هل في تخصيص التخيير بالفاكهة والاشتهاء باللحم بلاغة؟ قلت: وكيف لا، وفي كل حرف من حروف القرآن بلاغة وفصاحة، وإن كان لا يحيط بها ذهني الكليل، ولا يصل إليها علمي القليل. والذي يظهر لي فيه أن اللحم والفاكهة إذا حضرا عند الجائع تميل نفسه إلى اللحم، وإذا حضرا عند الشبعان تميل إلى الفاكهة، والجائع مشته، والشبعان غير مشته؛ وإنما هو مختار، إن أراد أكل، وإن لم يرد لم يأكل. فخص اللحم بالاشتهاء والفاكهة بالاختيار

513 - ألم تعلموا؟

شاعر في بعض الولاة:

إذا ما قضيتم ليلكم بمنامكم ... وأفنيتم أيامكم بمدام

فمن ذا الذي يغشاكم في ملمة ... ومن ذا الذي يلقاكم بسلام؟

رضيتم من الدنيا بأيسر بلغة ... بشرب مدام أو بلثم غلام

ألم تعلموا أن اللسان موكل ... بمدح كرام أو بذم لئام؟!

514 - التوارد في السرقة

في (بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة) لجلال الدين السيوطي: من أعجب ما وقع لأبي العباس أحمد بن علي الكناني الإشبيلي - الملقب باللص لكثرة سرقته أشعار الناس - في السرقة أن والياً قدم أشبيلية فانتدب أدباؤها لمدحه. قال: فطمعت تلك الليلة أن يسمح خاطري بشيء فلم يسمح، فنظرت في معلقاتي فإذا قصيد لأبي العباس الأعمى مكتوب عليه: (لم ينشد) فأدغمت فيه اسم الوالي. فلما أصبحنا وأنشد الناس أنشدت تلك القصيدة؛ فقام شخص وأخرج القصيدة من كمه وقد صنع فيها ما صنعت، ووقع له ما وقع لي، فضحك الوالي من ذلك وكثر العجب من التوارد على السرقة

محمد إسعاف النشاشيبي



مجلة الرسالة - العدد 552
بتاريخ: 31 - 01 - 1944

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى