السيد حافظ - عنفيني.. قربيني.. لا تبعديني.. لملميني.. لا تهجريني - ســــــردية

أعلن يعلن إعلانا.... علانية... معلن عنه...معلن به

إعـــلان
فى الأسواق حاليا ملف أحداث 11 سبتمبر 2001

نــشــيــــــد

هزيني.. سليني .... دثريني.... زمليني.... احضنيني
عنفيني.. قربيني.. بعديني.. لملميني.....لا تهجريني

هزيني ألف هزة . .هزي عمري المزدحم بالأفكار و الأحداث و القلب المفعم بالنشيد و الغناء و البكاء
و الأوردة... و والافئدة
سليني من ليل العالم فأنا يانبية العينين قد تعبت (شعر سعيد نافع)
دثريني دثريني .. قالها محمد عليه السلام للسيدة خديجة عندما رأي جبريل عليه السلام و قال لها زمليني زمليني..
و أنا قلت لك يا حبيبتي عندما هبط علي وحي الإبداع في الفن احضنيني.. عنفيني.. قربيني..لا تبعديني.. لملميني فأنا أشعر برعشة في جسدي . . لا تهجريني..

البــيـــان الأول

دخلت إلي جريدة السياسة كعادتي كل مساء في الساعة الرابعة بعد الظهر ألملم أوراقي لأجهز الملحق اليومي.. نظر عبد القادر كراجة, زميلي في القسم, نظرته الحاقدة دائما لي و قال: الأستاذ محمد زين مدير التحرير عايزك.

رشدي أباظة مات و انت هربت ماكتبتش الصفحة تغطي الأحداث.

(11 جندي أمريكي ينتحرون في العراق, ثلاثة منهم من المارينز. واشنطن ترسل لجنة من أطباء نفسيين لدراسة الأمر)
ضحك محمد زين ضحكته الطفولية " يا سيد...ليش هربت"
قلت: لا أعلم بأن رشدى اباظة مات سأكتب اليوم صفحتين عنه و انعيه.. إنه فارس من فرسان السنيما.. لا تقلق..
لم أهرب و الله.
قال محمد زين: امرأة كانت تنتظرك عند الباب و بالأمارة كان أحمد مطر شافكم وواقف معاكم .
قلت: و الله لست أنا إنها كانت تنتظر "أحمد مطر"
" كان أحمد مطر... شاعرا و موهوبا ووسيما و النساء تلاحقه... كان يصلي كثيرا و يحب النساء كثيرا..
و يتحدث في الهاتف معهن كثيرا. كان يكره صدام حسين و كان يكره البعث... عندما حضرت إلي الكويت ذهبت إليه كي يساعدني علي إيجاد عمل.. كان يحبني و لا يحبني. يكتب عني مشيدا في المجلة لكن لا يبحث عن عمل و ينشر لي و لكن كان يبعدني عنه إلا أنه شاء الله و عملت معه في نفس المجلة "مجلة
صوت الخليج" و أصبحنا نقتسم القسمين ,الفني و الأدبي أنا و هو في المجلة, هو 166 صفحة أدب و أنا 16 صفحة فن (ملزمتان) له ملزمة و أنا ملزمة..
ذات يوم أعلنا العصيان عن الكتابة و الإضراب عن العمل بسبب عدم دفع الرواتب لنا منذ شهرين.
دخل صلاح خريبط إلي قاعة التحرير و قال: تعالوا جميعا عندي اجتماع في مكتبي.. توجهنا إلي مكتبه.

(مائتا جندي أمريكي يدخلون الإسلام و يتزوجون عراقيات.. و القيادة الأمريكية تبحث هذه المشكلة.. هذا نتاج حرب العراق)

في غرفة رئيس التحرير صاح صلاح خريبط:
- من منكم لا يريد أن يكتب.. هو هناك إضراب من الصحفيين.
نظرت إلي أحمد مطر.. و علي عباس.. و أحمد فتيحه... و عادل قصوعة زملائي .. لم يجب أحد منهم ..
قلت: أنا عامل إضراب.. لم تصرف رواتبنا منذ شهرين.. سنطرد من بيوتنا بسبب عدم دفع الإيجار. و قانون الإيجار في الكويت يطرد أي ساكن أجنبي بعد أسبوعين من عدم الدفع . و نحن أجانب حسب القانون الكويتي .
قال صلاح خريبط و هو ينظر إلي أحمد مطر: و أنت يا أحمد ؟
قال: أنا جاهز بالمادة في المكتب.
و أنت يا علي عباس قال علي عباس بصوته الأجش : جاهز بالمادة, مفيش إضراب ولا حاجة .
و أنت يا أحمد فتيحه قال بنعومة صوته.. جاهز.
قال: و أنت يا سيد؟ قلت: أنا مضرب.
أرسلت اليمامة رسالة
( لم أكن أعلم ماذا سأكتب عندما قررت أن أكتب هذه الرسائل , و الأهم لمن سأوجه هذه الرسائل؟
قد أكون حقيقة أكتبها لنفسي بطريقة غير مباشرة . لم أعد أعي شيئا . . قد أكون بحاجة لأن أتذكر . . لأن أفهم . . لأن أعي . هذه رسائل بلا إعداد أو تخطيط مسبق . . من طريق آخر فرعي لأنني أدركت أخيرا أن الأمور لا تأتي كما نخطط لها, بل هي تأتينا بغتة . . من جهة مجهولة . . من بعد آخر.. كل الأمور لا تحدث كما نشتهي . . كما نريد . . كما نخطط لها . ما فائدة التخطيط إذن؟!
و إن كنا نخادع أنفسنا أحيانا بالتخطيط لماهو قادم . . لما هو آت . . و نحن نجهل حقيقته . . و ما هو مدي التخطيط المسموح لنا به لحظة ؟! ساعة . .؟ يوم ؟! شهر . . سنة . . سنوات . .عمر . . و هل بقي من العمر شيئا ؟! و العمر الذي مضي . . ماذا أذكر منه ؟! ذكرياتي لم أجدها . . و لا أعلم هل هي ذاكرتي فعلا . . هناك ومضات تأتي بين لحظة و أخري . . أم هي لمحات من أحلام رأيتها في منامي, هل هي أحداث حدثت لي ؟! هل اختلطت أحلامي بشريط ذكرياتي ؟! هل عاد هناك هذا الشريط أم تلف و ضاع ؟! من أنا . . ؟ و من كنت . . ؟
و ماذا أصبحت . . ؟ و ماذا سأصبح . . ؟!!
من هم . . ؟
وجوه . .مجرد وجوه. . أقنعة مختلفة . . لا أعلم من خلفها . . من يحركها
قرأت في رواية للطاهر بن جلون عبارة: "كانت الكلمات تدور بيننا دون أن نتقابل قط .. نعم نحن هكذا..أناس تدور الكلمات بينهم دون أن يتقابلوا قط . . كم عدد الأشخاص الذين قابلناهم حقا ؟ واحد .. اثنان .. عدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة .. كم هو مؤلم أن تمضي العمر دون أن تلتقي بأحد أو أن تراه من بعيد . . علي الرصيف الآخر .. تلوح له من بعيد . . تمتد الأكف .. لا تلتقي .اللقاء لا يأتي أبدا .

***

اليمامة
الـصــمــــــت المـتــكــئـــــة عـلــــي جــــدار

بـــيــان

(عشرات من الرجال العراقيين يغازلون الجنود الأمريكان لأن شعرهم أصفر و عيونهم زرقاء و شكلهم حلو, الجنود الأمريكيون لا يعرفون كيف يتصرفون.. رجال يغازلونهم و يلعبون شواربهم لهم) هاها.. هاها..

قال صلاح خريبط: كلكم برة. و طردهم و عندما قمنا بالخروج قال: انتظر يا سيد. و خرج الجميع
و أخرج من جيبه مائة و خمسون دينارا و قال: خذ هذا من تحت حساب مرتبك.. لا تقل لهم أني أعطيتك
و لا تسوي إضراب..هاها.. هاها.. و ضحك و قال: و الله خوش ريال "يعني راجل بجد"

قال محمد زين: اكتب يلا بسرعة عن رشدي أباظة..يا سيد أنا ح أمسكك ملحق كل يوم فن و أدب و فن تشكيلي مع محمد عبده و عبد اللطيف الأشمر اعمل كل الفن اللي عايزه هاهاها.. قلت شكرا.

(هروب خمسمائة جندي أمريكي من العراق متنكرين في ملابس الأكراد)

قال نجم عبد الكريم و هو يدخل صالة التحرير: مبروك عليك سكرتارية تحرير ملحق كل يوم.. أنا قلت لأبي خليفة في أبي ظبي كلام كويس.
قلت: يا دكتور نجم من هو ( أبو خليفة)؟
قال: عبد الله النويس و كيل وزارة الإعلام في أبي ظبي سألني عنك كانوا يريدون تعيينك في أبو ظبي مستشارا للمسرح. .
قال لي: ما رأيك في السيد ؟
قلت له: دا شيوعي و محترم و راجل تمام
قلت له: أنا شيوعي ؟
قال: ناصري يعني شيوعي
قلت له: ناصري يعني شيوعي
قال: لا تدقق كلكم سوا.. سوا.. هاهاها.... هاها..

بيان سريع

تعتذر مجلة العربي عن نشر قصتك . . 1976 . . تعتذر مجلة القصة المصرية . . غضبت سألت لماذا قالوا القصة غير صالحة. أرسلتها إلي ليبيا . قال أستاذ اللغة العربية في أولي ثانوي: ولد يا سيد عطيتك صفر في التعبير كاتب لي قصة تقول فيها: أخرج الهواء لسانه للرجل و بصق في وجه أحلامه . . جائتني رسالة من ليبيا من أحمد إبراهيم الفقيه رئيس التحرير قال فيها: قصة جيدة سأنشرها و نشرها و أرسل أربعين جنيها كانت ثروة بالنسبة لي . . كتبت قصة لسهيل إدريس في الآداب في عدد عن القصة نشر قصتي قبل يوسف إدريس و قال أقدم موهبة جديرة بالتقدير .

قال محمد خالد قطمة : سعاد الصباح سألتني: السيد ينفع يشتغل معانا في دار النشر قلت لها..لا.. دا قومي عربي متطرف لا يصلح.. هاها... هاها...

في أول أغسطس 1990 صباحا دق جرس الهاتف من دولة الكويت.. أخي عادل يصيح.. استيقظ أحدثك من هيلتون الكويت.. احتلوا الكويت.
قلت: من؟ قال: جيش العراق.... قلت: ماذا تقول؟... قال: إنهم أمامي في ساحة الفندق..الضباط العراقيون .. الكويت احتلت.

أول انثى قبلتها في حياتي كنت في السادسة من عمري كنا علي سطح المنزل بجوار عشة الفراخ..
كانت فتاة في عمري ست سنوات..
قالت: ماذا فعلت؟ قلت: مثل عبد الحليم حافظ و شادية...
قالت: عيب..
قلت: نلعب "ستات و أبو محمدات" أنا جوزك أبو محمد و أنتي مراتي.. تعالي إلي جانبي و أحبك و أقبلك و ننام مع بعضنا في العشة..
في سن الثانية عشرة ضبطوني مع بنت الجيران.. ضبطني أبوها و حدث زلزال و عزل من البيت..
ترك البيت و انتقل إلي بيت آخر في حي راق و من يومها كانت شهرتي اني أختار البنات الجميلات. . كانت النسوة علي بسطة السلم تقول: واد يا سيد يا بتاع البنات الحلوة. و كنت أخجل و أجري . . طفل في الثانية عشر يهرول من نساء ناضجات.
و ظلوا يضبطوني حتى سن التاسعة عشر... حظي كان عاثرا مع النساء حتى هذا العمر..

جاء كمال عيد من العراق بسيارته و قابلني في المكتب في الإسكندرية و قال لي: اسمع اضرب ضربتك.. الجماعة في العراق عايزيين مسرحية تكتب فيها عن بلاوي الكويتيين الفاسدين و نظام الحكم..
قلت لا...
لا أستطيع أنا أكلت خبزا و ملحا مع الكويتيين.. لا أستطيع هذا.
بعد شهرين جاءني عبد الأمير مطر زوج أمل عبد الله
عبد الأمير مطر قال: سيد أكتب مسرحية عن الطاغية صدام.
قلت لا أستطيع.
قالوا: خذ من العراقيين ما تريد... قالوا: خذ من الكويتيين ما تريد.... لكنني كنت عنيدا و لم أقبل أن أكتب عن كل منهما.
اكتئبت..... هزمت... هزم حلمي في القومية العربية . . تمزق قلبي ألف قطعة في أرجاء الوطن العربي و ليست المرة الأولي . ضربوا بغداد نزفت دما.

قلت لك لملميني.... لملميني و احضنيني و لا تهجريني.
ضحكوا كل الانتهازيين في اجتماعهم في ميدان التحرير و قالوا: اكتب يا بني مع اللي يدفع هع ها هع ها..

قالت نادية فخمي:
-يا أستاذ أنا بعمل عن مسرحياتك دكتوراه.. يا أستاذ دي تاني رسالة دكتوراه في المغرب صحيح فيه رسائل ماجستير و دبلومات كتير بس أنا التانية و ضحكت هاهاها. . عملت الماجيستير عن بدر شاكر السياب
أنت ابنتك اسمها غيداء و هو ابنته اسمها غيداء
أنت ذهبت الكويت و هو ذهب الكويت
أنت جددت المسرح و هو جدد الشعر.

بــــــــــيـــــــــــان

عندما اشتد علي الجوع في الكويت عملت محاسبا عند مطلق مزيد المسعود في وظيفة محاسب و موظف استقبال أسهم و سندات. كان رقم بطاقتي 106 و التحقت بالعمل في 2/6/77 و انتقلت 2/8/77 و عملت 3/8/77 في مجلة صوت الخليج...

قال المقريزي: أخرج عقبة بن عامر من الفسطاط و دعا إلي خلع عثمان رضي الله عنه و سعي و أشعل البلاد و حرض علي عثمان رضي الله عنه بكل شيء يقدر عليه.. فكان يكتب الكتب علي لسان أزواج رسول الله صلي الله عليه وسلم و يأخذ الرواحل فيحمرها و يجعل رجالا علي ظهور البيوت ووجوههم إلي وجه الشمس لتلوح وجوههم تلويح المسافر ثم يأمرهم أن يخرجوا إلي طريق المدينة بمصر و يدعون أنهم رسل أزواج رسول الله صلي الله عليه و سلم و معهم رسائل مزيفة تقرأ علي الناس في المسجد فيبكي أهل مصر حزنا علي نساء الرسول و يصيحون بخلع سيدنا عثمان (مخطوطات المقريزي ص: 149)
- يا أستاذ هذه قصة و ليست بحثا و لا مذكرات و لا عورات الوطن و الناس.
قلت: القصة هي كل العالم يا ابنتي ها..ها..ها..
قالت: تضحك
قلت: أبكي من بركان الألم و لكن بكائي يخرج صوتا مثل الضحك ها..ها..ها

"اللــــــحـــن"

السادات يأمر عبد الوهاب بتلحين نشيد بلادي بلادي
عبد الوهاب يقول: تقصد توزيع اللحن يا ريس.... يقوله: ماشي يا عبده.. ها ها ها

"الغــــناء"

قالت: غني لي.. قلت لها: أغني لك لمن ؟
ألبرتو مورافيا- لآرثر ميللر- ديها مل- وبروست- ومورا- و برجسون- فرويد- اينشتين- بيزيه- همنجون- مندلسون- كانت- كارل ماركس- وبيارو- و مودلياني...... قالت من هؤلاء؟
كل هؤلاء يهود.... كل هؤلاء يهود عباقرة أولاد عمنا هاجروا و عاشوا في أوروبا و ظهروا.
قالت: غني لي عربي... قلت لها: العرب جاءوا ذهبوا صعدوا... سكروا...قاموا.. صلوا...ناموا..ناموا ناموا و العالم يتحرك يا قلبي المفعم.
دخلنا جريدة السياسة وجدنا صحف إسرائيلية علي مكتب كل صحفي (1983). . سألوا كيف دخلت هذه الصحف إلي هنا و كيف أتت من إسرائيل إلي مكاتبنا في الشويخ في الكويت ؟ من أتي بها ؟ حتى رئيس التحرير دخلوا مكتبه ووضعوا صحيفة . . حققوا بحثوا . . أبلغوا أمن الدولة . . نتيجة التحقيق . . الفاعل مجهول . . أدركت أن العربي نائم و اليهودي ابن العم مستيقظ . ونحن مفعول به على طول
قوم يا حبيبي نام.... انت لسه صاحي بتكتب.
بتكتب ايه و لمين... قلت لها: أكتب للعاشقين. يا نور العين عشاق الوطن و الحنين. .ها هاها.

تمت


السيد حافظ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى