شعر إيروسي إبراهيم محمود - خطوط عريضة

أعرفك داخلاً وخارجاً
أيتها المأهولة بالحسنات الكبرى
أنك حين تطلقين العنان لظلالك الجامحة
يتقهقر الكربون إلى الوراء أميالاً وأميالاً
يتنفس الأوكسجين صُعداً
يتنقل غبار الطلع طرباً بالمواعيد
يمنح الورد قبلة عسلية لنحله العاشق
يخضل التراب بخضرة محسَّنة
ويكون لمداد روحي نفاذ خصوبة محلومة
أنك لا تشعلين ناراً ممرجحة إلا في الظلام
لتستشعر الأرض دغدغة جسمك المندّى
يشتعل الظلام في الحدود التي يحفّز فيها حيواناتك المنوية
على أداء واجبها المقدس
في منادمة سكرى
لا نار والقمر طالع
وأنت تتجنبين زعله
حتى لا يسعل
ويكدّر صفو الهواء لبيتك المتوَّج بالياسمين
أعرفك البهية الصفية الندية
عدوك البغيض طحلب المستنقع
فجسدك الخمري نهر موصول بين نبع وبحر
وفيه تقيم أسماك من الألوان كافة
جسدك مستحَمٌ بدعابات النجوم نمور رغبات وثابة
ربما صدرك هو المقصود
ربما صدرك النافر
وبطنك الأملس الهابط الزلق
حيث عشاقك يرتمون فيه اشتهاء طرائد تترى
أمّارة بعشق لا يقاوَم
أقدّر في هواهم وثنياتهم
كل ما فيك شِباك
من يمكنه أحصاء العالقين في شباكك
وأنت تتبلينهم على طريقتك
ليُهضَموا في " معدة " شهواتك جيداً
أعرف أن الهواء الخفيف الروح ملازمك
حيث نفسَك المنتظم
يهندس الأحلام المستطابة
أن ناراً تتهادى سكرى نفسَك المعتَّق
يؤانسك هوام الأرض
زغب إبطيك يضاعف في جنون عطر المحلات
حيث يتلطف مناخ في حدود آلاف الكيلومترات المربعة
تأتيك العفاريت مفتونة بخيلاء عينيك الصادحتين
جسدك عربة الهواء العليل
تشده أحصنة من ريح ماجنة
وأنت تزجرينها بسوط من عاصفة لاسعة
أي جهة تمتلك القدرة على منعك من العبور إليها؟
كل ما فيك من مقام حكمة نافذة
كل شلو منك/ فيك محتكَم إليه بعنصر ما
حتى حكمة شعر عانتك الريان
دليل للكشف عن العليل
حتى وأنت تطلقين ريحاً
نشوقاً لمن يتعقبونك بأنوفهم نعظاً أحياناً
وأنت بأمّية قلبك
تضاعفين في كل لحظة
أعداد الذين يتبارون بقراءاتك
في كل اتجاه
ألفباؤك كم وافر
وثمة أكثر من لوح حيوي يضمك لا ينفد
إنّي أشهد
إني أشهد
إني أشهد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى