مصطفى الحاج حسين

## قراءة تحليلية لقصيدة الأديب والشاعر الكبير الاستاذ: (مصطفى الحاج الحسين) في قصيدة: (موقد السراب).. قراءة: ذ /(larbi Izaabel Maroc). تنقسم هذه القصيدة الرائعة من أديبنا وشاعرنا الكبير من إسطنبول إلى جزءين اثنين: أولهما: استرجاع لماضي الشباب حيث "القصيدة" تتحدى الشاعر بل...
*صَفِيـرُ بالدَّمـعِ.. ... وأراهُ يبعُـدُ عنّي! كنجمٍ يغوصُ في المَـدى يتوغَّلُ في غيابِهِ يجتازُ المسافةَ ما بينَ غُصَّتي واختناقي وأَحسِبُ أنَّ يديهِ تنفضانِ ما تعلَّقَ بهما من ندائي هو ماءُ دمعتي وضوءُ ذكرياتي هو شفقُ القصيدةِ وسماءُ أنفاسي هو لُحَاءُ نبضي وجمرُ آهتي يمضي في زورقِ الظَّلامِ...
لم أعهد في أصدقائي الأدباء، أو في الكتاب الذين أعرفهم حماساً للأدب يماثل حماسه، ذلك أنّه - باختصار شديد - ذو إصرار دائب على الأدب والكتابة الإبداعية. فقد كتب الشعر ردحاً من حياته، وكان شعره خالياً من الإيقاع الخارجي، فهو - من هذه الجهة - قد ينتمي إلى ما يسمى (قصيدة النثر) لكنه من حيث...
* مداركُ الضّوءِ.. يتوضأ الماء من شعاع وجهكِ وينحني الزمان لقامة سطوعكِ والآفاق بحرارة تقبِّل يديكِ الريح تتمرَّغ على عشبكِ الندى يتضوَّع لهفة لأنفاسكِ أنتِ رحاب الولادة اتّساع الأمد قمة التّكوين نضارة الأبد رحيق الخلود بوابة الأمان شجر اللانهاية بسمة العشق نار البزوغ رمق الدّيمومة جلَّنار...
من قالَ إنِّي أهتمُّ بكِ بعدُ؟! أنا في كلِّ دقيقةٍ أزجُرُ نفسي حينَ أذكُرُكِ في كلِّ لحظةٍ أخنقُ ذكرياتي معكِ مزّقتُ دمي كي لا يحنَّ إليكِ أحرقتُ دفاترَ نبضي وهشَّمتُ جداولَ عطرِكِ في مساماتي وسحقتُ حنيني على مرآى دموعي لا رجعةَ لكِ إلى روحي فلا تقتربي من قصيدتي سأكتبُ عن كلِّ ما هو مهملٌ ولن...
* ناصية الاغتراب.. كانَ إسمكِ صارية أيامي أبحرتُ خلفَ أمواجِ دمي وتوغَّلتُ في احتباس نزيفي أرنو إلى عطشٍ يروي احتراقي ناشدتُ شبابيكَ الظّلام أترعتُ في صحارى المدى وأنا أصفّقُ لشطآنِ النّضوب عاشرتُ الموتَ ألفَ عامٍ لأقترب من بوّابةِ صمتكِ المهتوك وحملتُ الجّحيمَ في بُحَّةِ شروقي وصارَ السّرابُ...
* القلم كائن مشاغب في يد الكاتب والشاعر مصطفى الحاج حسين، فهو لا يدعُكَ تتركُ حرفاً يغيبُ عنكَ إنْ أنتَ أردْتَ أن تقرأ شيئاً ممّا يسيل من أجله. فالحروف تتقافز، والحركات تتراقص، وعلامات الترقيم تُزاحمُ بعضَها بعضاً، فتدخل النصّ ولا تتركه إلاّ بعدَ أن تمرّ عليه كلّه؛ فمهما كنتَ في حالة تعب...
مصطفى الحاج حسين. مجموعة قصص: (الإنزلاق) * الإنزلاق.. ما إن وصلت الحافلة، حتّى تدفقت جموع الركاب للصعود من كلا البابين، ثمّة عدد من الفتيان الأشقياء، تسلٌقوا أطرافها وتسلّلوا من نوافذها. اتخدت مكاني في المنتصف، وقد أمسكت يسراي الكرسي، المشغول بامرأة ورجلين، و كانت يمنايّ...
* لَبَنُ الجَمرِ.. ...بَلْ كَانَ النَّهرُ يَتَدَفَّقُ مِنْ رَمَادِ نَزِيفِي والضَّوءُ يَدلُفُ مِنْ ثُقُوبِ وَجَعِي إلى عُمقِ المَوجِ الخَشِنِ يَدِي على السَّحَابِ الأجرَدِ تُضَمِّدُ لَهِيبَ الأفُقِ والنَّدى يرسُمُ لِلفَجرِ الدُّروبَ والشَّمسُ عَالِقَةٌ في خَوذَةِ العَسكَرِ مَوتٌ يُسَابِقُ...
* خاصرةُ النّشوة.. أحاولُ أن لا أظهرَ ما عندي من حزنٍ بعدي أتمسكُ بأذيالِ الوقوفِ وما زلتُ أوزعُ على لغتي الأجنحةَ وأخفي في سرداقِ غصتي بكاءَ أقفاصِ الخطا اللائبةِ تنوءُ لهفتي بأثقالِ دهشتِها وتموءُ الهواجسُ في دمي أبحثُ عن فضاءٍ بحجمِ الخيبةِ وعن أرضٍ تتسعُ لأوجاعي رماني الأفقُ بأسوارِهِ...
أعلنت وزارة الترببة مسابقة لتعيين مدرّسين للّغة العربية، فسارع "تحسين" وقدّم أوراقه.. لقد مضى على تخرّجه سنتان وهو دون عمل. كان عليه أن يخضع لفحص المقابلة في العاصمة،وحينما عاد كان متفائلاً ، لأنّ اللجنة الفاحصة سرّت من أجوبته، ومما ضاعف من سروره، إعجابها بقصيدته التي ألقاها على مسامعهم.. ذلك...
* عناقيدُ البهجةِ.. حينَ لامستْ روحُكِ أدغالَ تشرُّدي تفجَّرَ نبضي بالمدى المعطَّرِ تفتحتْ آفاقُ أمواجي تدافعتِ البروقُ في دمي صارت لغتي حمماً منْ ندى وتدلَّتْ عناقيدُ البهجةِ من آهتي السّحابُ يتوغَّلُ في ترابي الضّوءُ يستحمُّ بأنفاسي الكونُ أخذَ يتوسَّعُ بحنيني الشّمسُ انصهرتْ بقبلاتي...
أكفَّن انتظاري وأدفن وقتي وأشيّع نبضي وأمشي في جنازة أحلامي حاملاً دمعتي إلى مثوى بسمتي المسفوحة الأفق والمثقلة أقدمها بالدْروب وأنا أضجُّ بذاكرةٍ يقضمها الفأر ويصقلها ساطور النّسيان أنا جثّةُ الماء رفاة النّسمة رميم الشّعاع تراب الصّعود وبرق الزّوال أمسكتني الفواجع من ياقة دمي ومعصم صوتي وأذيال...
أسكنُ موتي كفني عقاربُ السّاعةِ والزّمنُ ترابٌ الشّمسُ عظامُ النّبضِ والرّيحُ وتدُ الذّكرياتِ يؤرجِحُني الدّمعُ يغطّيني الخوفُ وينهشُني القلقُ ويقرأُ الجدارُ اخْتناقي أنا خرابُ النّدىٰ رمادُ البسمةِ نعشُ الوردِ ودربُ الانْهيارِ يتسلّقُني السّقوطُ يدقُّني الوجعُ وتسابقُني الهاويةُ إلى قِـمّةِ...
صوّري لي قبرَكِ لأصوّرَ لكِ قبري أحسدُكِ أنا لقد مِتِّ في بلدِكِ وأنا دُفِنْتُ في بلادِ الاغترابِ هنا الميّتون لا يكلّمونني لا لأنَّهم يجهلونَ لغتي بل لأنهم كانوا منذُ البدايةِ غيرَ مرحِّبين بلجوئي إليهِم أنتِ محظوظةٌ حتماً لكِ أصدقاءٌ في المقبرةِ وكلُّ الأمواتِ يتْقِنون لغتَكِ حدِّثِيهِم عنّي...

هذا الملف

نصوص
280
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى