مصطفى الحاج حسين

قرّرت أن أكتب قصة قصيرة . منذ سنوات وأنا أفكر في هذا المشروع ، وكلّما هممّت أبعدتني مشاكل الحياة ، وحين تعاودني الرّغبة في الكتابة ، أجد أفكاري قد تغيّرت ، أو تطوّرت ، أو فقدتُ إيماني بها . فأعود من جديد ، إلى دوامة البحث عن موضوع . سأفاجئ الجّميع .. أصدقائي ومعارفي يعرفون أنّي شاعر فقط ...
كان زملاؤه في الجامعة، يسمونه «اللصقة» فما من مرّة رأوه مقبلاً نحوهم، إلاّ وسارع أحدهم لتنبيههم، قائلاً في حذر: (جاء اللصقة)! فينسحب بعضهم قبل وصولهِ، بطريقة ذكيّة قائلين: - لنهرب... قبل أن يحلّ بلاؤهُ علينا. وسبب هذا يعود إلى ظروف «عبد الله» القادم من الريف، ليتابع دراسته في كليّةِ الآداب...
إنتشر الخبر وتسرّب بين الأولاد في كلّ أزقّة البلدة ، والكل صار يعلم أنّ المدعو ( زكور الصّخلة ) الملقّب بأبي ( درخوش ) وهو صاحب حمير ( التّشباية ) التي يقودها صباح كلّ يوم أحد ، من أيّام الرّبيع ، إلى البازار ليتكسّبَ بها بضعة نقود . حيثُ كانَ الأولاد يتجمّعونَ ، ومنهم من يهرب من المدرسة ، بدافع...
كان عائداً من عمله ، منهكاً لا يقوى على جرّ نفسه ، فتحت له "مريم " الباب ، وهتفت بفرح واضح : - " رضوان " ..أنا أعرف كتابة اسمي ، ظنّها تهلوس فهي أمّيّة مثله ، فسألها ساخراً : - وكيف تعلّمتِ الكتابة ياعبقريّة ؟. - من " سميرة " ، هي التي علّمتني . خفق قلبه ، أمعقول هذا ؟! .. هل يمكن له أن...
انتبه إلى نظراتها المرسلة إليه ، نظرات حارّة فيهن مناداة وصخب ، تلفّت حوله ، استطلع وجوه الرّكاب ، فتيقّن أنّ نظراتها لا تقصد سواه .. فأخذ يبادلها النظرات من مكانه . كانت جالسة على المقعد ، لا تفصله عنها سوى بضعة مقاعد ، وشعر بأنّها تبتسم له ، فأراد أن يردّ على ابتسامتها ، حتّى يجعلها تفهم أنّه...
استطعت أن أنجو ، انطلقت راكضا ، بعد أن تسللت على أطراف أصابعي ، ركضت بسرعة جنونية ، يسبقني لهاثي ، يربكني قلبي بخفقانه ، يعيق الظلام من سرعتي ، خاصة وأن أزقتنا مليئة بالحفر وأكوام القمامة . أخيرا وصلت ، على الفور أيقظت الشرطة ، تثاءبوا ، تمطوا ، رمقوني بغضب ، وحين شرحت لهم ما أنا فيه ، أخذوا...
يأخذُني السّؤالُ إلى أقاصي النّضوبِ وأمسكُ بأصابعِ أدمعي هروبَ الغروبِ تمتدُّ الأعاصيرُ صوبَ الرؤى تحطِّمُ ما تبقَّى عندي من أمنياتٍ أنا تكسُرُ لغتي في صحنِ الدّفاترِ تقرأُني أَسطُرُ الرّيحِ وأنا ملقى على هامشِ الزّرقةِ تذروني مواجعُ الآهةِ تسرقُني خبايايَ يخبّئُني جرحي في جيوبِ الهروبِ وعذاباتي...
في طفولتي ، كان والدي يأخذني ، أنا وأخي سامي ، معه إلى الشّغل ، وأبي يعمل في مهنة البناء .. وأخي سامي يكبرني بسنتين وأكثر . يأخذنا في أوقات العطل المدرسيّة ، وأيّامالجُمع، أو المناسبات القوميّة والوطنيّة ، أو العطلة الانتصافية .. أو العطلة الصّيفية .. وكان والدي لا يأخذنا للشغل بدافع أن يكسب من...
نعم .. يحقُّ لي مقاضاة الفنان العبقريّ "عادل إمام " .. فهو من تسبّب لي بأكبر كارثة في حياتي .. كيف لا .. وهو من تسبّب في محاولتي الإقدام على الانتحار.. فكدتُ أن أموت .. وبقي الجرح في صدري وسيبقى إلى أن أموت . ولكي لا يبدي لي أحد دهشته واستغرابه .. وينبري لي للدفاع عن هذا الفنان العملاق ...
- (( حدث ما توقعته ، فما إن استلم الإدارة ، ووضعَ مؤخرته على كرسيها ، حتى أرسل بطلبي. شكوكي تقودني إلى الاعتقاد بأنّ المدير ، لم ينتقل إلى الشركة إلاّ من أجلي ، وأؤكد بأنّهُ يعرف أنّي أعمل هنا ، وإلاّ فمن أين علم بوجودي ؟!.. ليستدعيني بهذه السّرعة !. نعم ... كنتُ محقاً عندما فكّرتُ بأن...
* نَفَقُ المتاهاتِ.. تُدثِّرُني مخاوفي قلقي يعارِكُ نومي هواجسي تشعلُ أعصابي والحنينُ يمخُرُ دمي أفكِّرُ.. أتمنَّى.. أحلُمُ لكنَّ الليل يُدخِلُني إلى نفقِ المتاهاتِ أرى بلادي تتربَّعُ على تلالِ الدَّمِ هربتْ منها جُدرانُ منازلِها وسقوفِها توغّلت بالحفر أبوابها فتحت صدرها للخرابِ نوافذُها تشتَّتْ...
## (فشّة خلق).. للأديب والشاعر العربي السّوري: (مصطفى الحاج حسين).. /// بقلم النّاقدة والأديبة: (مجيدة السّباعي). على ناصية حروف عبقة من مخمل بهي سرّج القاص الفذ (مصطفى الحاج حسين) قصصه القصيرة بعذوبة منقطعة النظير، سطر بها عصارة آلام مستضعفين كثر، سقوا كؤوس قدر مريرة أسقاما...
سلامٌ على وطنٍ كانَ لي على قبرِ أبي البعيد وعلى دعاءِ أمّي الوفير ومدارسِ أولادي وبيتي الذي أستأجرتُهُ بحضنِ الضّوضاء والفوضى والتّزاحمُ عندَ الأفرانِ من أجلِ رائحةِ الرّغيفِ السّاخنِ سلامٌ على النّسمةِ والوردةِ والفراشاتِ الملوَّنةِ وعلى العصافيرِ التي تُعَلِّمُ أطفالَنا الطّيرانَ وأشجارِ...
سأريكم ما أنا فاعل ياأولاد الكلب ، وقسماً بالله لسوف أدفنكم أحياء .. منذ اليوم ستعرفون من أنا ، وعندها ستندمون على أفعالكم السّيئة معي . أنا خيرو الأشرم .. الذي كنتم تعاملونه بتكبر واحتقار وتمنعون أولادكم عن مصاحبته ، فإن كنتم تتعوذون من الشّيطان إن رأيتم خلقتي ، فسأجعلكم تتلون آية الكرسي ،...
أوافقُ على موتي مقابلَ أن ألمسَ قبلتَكِ ستكونُ نهايتي سعيدةً ستحسدُني عذاباتي التي طالما لازمتْني وتغبطُني دموعي السوداءُ وتفرحُ قصائدي وتزغردُ أحرفُها التعيسةُ سأُقْدِم على الموتِ ببطولةٍ بحجمِ أشواقي بسعةِ لهفتي بجسارةِ حنيني وسأقبِّلُ أنوارَكِ بِحُرقةٍ وأعانقُ عطرَكِ بجنونٍ سأحضنُ أنفاسَكِ...

هذا الملف

نصوص
277
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى