مصطفى الحاج حسين

 تقديم بقلم الأديبة والناقدة: بسمة الحاج يحيى - تونس للنخيل ظلالها، باسقاتٍ، شامخاتٍ، تنافس الطيور المحلّقة في السماء، جذورها تُسقى من نبع رقراق سلسبيل... تُلقي ظلالها حيثما طاب السّمر واللقاء... ذلك هو الأديب الأستاذ مصطفى الحاج حسين أو المبدع ذو الضّفّتين كما سمّاه بعض الكتاب والنقّاد. فقد...
لم أكتب من شهرين ، ليس من عادتي ذلك . كان لا يمرّ اسبوع ، دون أن أكتب قصيدة أو أثنتين .. ولكن لا عجب ، فما يحدث يبعدني عن الحياة كلها ، يخيّل إليّ أنّ قدوم الموت خير منقذ لي .. مشاكل كثيرة .. في كلّ جانب من حياتي ، تتطاول مشكلة وتكبر .. هل الموت هو الخلاص ، يبدو لي ذلك ، وبخاصة حين أرى أهلي...
كان ( سمعو ) جارنا في الزّقاق ، صديق أبي يناهز الأربعين ، وهو يعرف القراءة والكتابة ، لذلك عرضت عليه أن يعلّمني كتابة اسمي بعد أن غدت صداقتي مع ابن عمي ( سامح ) مستحيلة ، بسبب ماجرى من قتل أبيه بسببي ، وزواج أبي من أمّه ( أم عص ) كما تسمّيها أمي. وكان( سمعو ) هذا عازفاً عن الزّواج مذ كان يافعاً...
قال لي أحدُ الشعراء الكبار ، ممّن يحتلّون مكانة مرموقة في خارطة الشعر العربي الحديث ، بعد أن شكوتُ له صعوبة النشر ، التي أُعانيها وزملائي الأدباء الشباب: - هذا لأنّكم لا تفهمون قواعد اللعبة !! . قلت بدهشة : - كيف !! .. علّمني .. أرجوك . ابتسم شاعري الموقّر ، وأجاب : - عليكَ أن تكتب دراسات...
كان عائداً من عمله ، منهكاً لا يقوى على جرّ نفسه ، فتحت له "مريم " الباب ، وهتفت بفرح واضح : - " رضوان " .. أنا أعرف كتابة اسمي . ظنّها تهلوس، فهي أمّيّة مثله ، فسألها ساخراً - وكيف تعلّمتِ الكتابة ياعبقريّة ؟. - من " سميرة " ، هي التي علّمتني . خفق قلبه ، أمعقول هذا ؟! .. هل يمكن له أن...
استيقظت على ركلة قوية ، وقبل أن أفتح عينيّ الناعستين ، انهمرت دموع الوجع منهما ، أحسست أنّ خاصرتي قد انشقت ، وقد هالني أن أبصر أبي ، فوق رأسي وعيناه تقدحان شررا ، نهضت مسرعا ، يسبقني صراخي وعويلي ، فأنا لم أدّر بعد ، لماذا يوقظني بهذه الطريقة ؟!. ـ ساعة .. وأنا أناديك .. فلا ترد ياابن...
أختبئُ منِّي فأنا لا أطيقُ اللقاءَ بي دائماً أرى في قسماتِ نبضي قهري وانكساري دائماً أجدُ في خلايا ملامحي عَتمَةَ فرحي وأبصرُ هروبي من مروجِ يباسي أنا لا أستحقُّ أن أكونَ نقطةً في دفتري أستكثِرُ على نفسي أن أكونَ أنا أنا !!! أنا لا أستحقني ولا أستحقُ هذا المصيرَ أنا ملوَّثُ الرؤى مفجوعُ الأماني...
أعلنت وزارة الترببة مسابقة لتعيين مدرسين للّغة العربية ، فسارع " تحسين " وقدّم أوراقه .. لقد مضى على تخرّجه سنتان وهو دون عمل . كان عليه أن يخضع لفحص المقابلة في العاصمة ، وحينما عاد كان متفائلاً ، لأنّ اللجنة الفاحصة سرّت من أجوبته ، ومما ضاعف من سروره ، إعجابها بقصيدته التي ألقاها على...
أجمَلُ الدُّرُوبِ هي الَّتِي تُعِيدُنَا إلى الوطنِ مَهمَا كَانَتْ مُتَزَاحِمَةً بالعَوَائِقِ أو كَانَتْ مُعَبَّدَةً بالنَّارِ هي دُرُوبٌ نُسِجَتْ مِنْ دَمِنَا وَرُسِمَتْ بِصَلِيلِ الظًّمأِ على جَنَبَاتِهَا لَوعةُ الحَنِينِ وَمُرتَفَعَاتٌ مِنَ الأوجاعِ دُرُوبٌ تَبدَأُ مِنَ الظُّلمَةِ البَارِدَةِ...
* شاسعةُ الحضورِ.. تعبتُ من دمي فعلى أيّ وريدٍ أسند قلبي؟ تعبتُ من قامتي فعلى أيّ رصيفٍ أكملُ سقوطي؟ أعبُّ شواطئَ الطّفولةِ من وجهِكِ أرهقني التّأمّلُ شاسعةَ الحضورِ وغرورُكِ واسعٌ تضيقينَ عليّ.. وفيكِ أنا لا أتّسعُ فأيُّ حنينٍ تقتلينَ بوصولِـكِ؟! وهزائمي تغطُّنِي مِنَ الولادةِ حتّى الأفولِ...
* مداركُ الضّوءِ.. يتوضأ الماء من شعاع وجهكِ وينحني الزمان لقامة سطوعكِ والآفاق بحرارة تقبِّل يديكِ الريح تتمرَّغ على عشبكِ الندى يتضوَّع لهفة لأنفاسكِ أنتِ رحاب الولادة اتّساع الأمد قمة التّكوين نضارة الأبد رحيق الخلود بوابة الأمان شجر اللانهاية بسمة العشق نار البزوغ رمق الدّيمومة جلَّنار...
* من يحاكمُ الحاكم؟! على أيِّ جدارٍ أسندُ غربتي؟! والسّحالي تستعمرُ بيتي!! ومِن أيِّ جفافٍ أشربُ؟! والتّماسيحُ تعبثُ بأنهاري!! ياوجعَ الرّوح لمن أشكو موتي؟! ووطني تحوّلَ لمقبرةٍ جماعيّةٍ!! قتلوا فرحةَ السّنابلِ سرقوا ضوءَ الضّحكةِ اغتصبوا إرادةَ السّنديانِ أجبروا الماءَ على التّيبسِ الهواءَ على...
الموتُ صحنُ الحياةِ الشّهيِّ نُقْدمُ إليه بعزيمةٍ شرسةٍ تتزاحمُ نحوهُ أرواحُنا وتستبقُ إلى حضنِه قلوبُنا العاشقةُ الموتُ نضارةُ الهمَساتِ أجنحةُ القٌبُلاتِ لمَساتُ الندى لنيرانِ أحلامِنا الهادرةِ يمسُّني الموتُ كلّما أومأتْ ليَ قصيدةٌ ينسابُ إلى مِحبرتي يتخبَّأ بثيابِ أحرفي ويسطعُ حين ترتشفُه...
يتزاحمُ الوجعُ على جسدي ينقضُّ القلقُ عليَّ فأسقطُ طريحَ الدّمعِ تجرُّني الذّكرياتُ وأرى ضحكتي تسكنُها السّماءُ وتقفُ سحائبُ الوميضِ المفتونِ بسلالمِ أحرفي الصّاعدةِ نحو خفقانِ القلوبِ وبالقربِ من حمحمتي تلامسُني قُبلاتُ الورودِ وهمساتُ الأصدقاءِ المثمرةِ وينابيعُ الأيادي الرّؤومَةِ تخطُّ لي...
Salt of the Mirage He climbed up the school fence, jumped to the yard, and entered the classroom of Sameh through the broken window , he felt alone therein, he felt cherished with joy seated at the desk, putting his hands rested in front, leaned against a support , orbiting the seats, then...

هذا الملف

نصوص
280
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى